حذر عميد كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور عزالدين موسى من خطر ما يدور في الوطن العربي متسائلاً , هل الطريق إلى الإنقاذ هو الثورة ؟ مثيراً سؤالاً حول "هل يستطيع هلال الربيع العربي أن ينقذ الناس؟ .

وقال في محاضرته أول من أمس بخميسية الجاسر بعنوان "التعددية في الفكر العربي" أن شعارات التجديد والثورة والمطالبات بالحرية سرعان ما تغيرها النخب التي ترفعها؛ مستشهداً بالانقلابات الشمولية والدكتاتوريات العربية .

وأن جوهر المشكلة التي نعيشها هو الحرية , موضحاً أن الفكر الإسلامي في حقيقته يؤكد بأن كل شيء في الوجود متعدد عند الله سبحانه وتعالى مستشهدًا بقوله تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم... إن في ذلك لآيات للعالمين) .

مشيراً إلى ثلاث نقاط رئيسة وهي الاقتران بين أكبر آية كونية وهي آية خلق السموات والأرض مع خلق الناس باختلاف ألسنتهم وألوانهم؛ والملمح الثاني (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) بالاقتران بين هذا التعدد والمساواة والتفضيل الذي يكون بالتقوى. وبين موسى أن التعدد ليس في الإنسان وحده بل هو كذلك لدى الحيوان وكل ما يدب على الأرض، وتعدد النبات، موضحاً أن هذه الأزواج الشتى والتعدد في هذه الأشياء سنن إلهية. ثم تناول قضية الوحدة، وتعدد الأمم والحرية الفكرية وعدم إكراه الناس على الدين؛ مؤكدًا أن الآية (أمتكم أمة واحدة) تشير إلى وحدة التوجه وليس وحدة الأنظمة باختلاف الأمم.

وتحدث عن الوسطية وقضية المساواة والتفضيل، مشيراً إلى أن المساواة هي الأصل وأن التفضيل يكون بسعي البشر والكسب.

وعرج في محاضرته إلى قضية الانفتاح وقبول الآخر في الحوار وأن كل شيء مرده إلى الله، وينبغي أن لا نتسلط في فرض آرائنا وتوجهاتنا على الآخر.

ثم تحدث عن فكرة الثنائية والازدواجية وشمولية الدين بين مؤمن ومسلم ومحسن وما إلى ذلك،

وختم بأن الفكر الماضي نتيجة للاجتهادات في تأويل النصوص أدخلنا في مشاكل رئيسية مثل قضية التعدد والفرقة الناجية.