وصول الهلال للنهائي الآسيوي، لم يكن أمرا مستغربا، لأنه بات زعيماً للقارة الآسيوية، وسفيرها الذي لا يشق له غبار، والأرقام التي حققها سلفاً تكشف كل التفاصيل، حيث تأهل للنهائي الآسيوي أربع عشرة مرة، بمختلف المسميات، تسع منها أبطال للدوري، كسب أربعا وخسر مثلها، والمقبلة بإذن الله ستكون الخامسة، وعلى صعيد الكؤوس وصل مرتين، حقق لقبها والسوبر الآسيوي ثلاث، فاز مرتين وخسر واحدة، تلك الأرقام المضيئة تؤكد أن الهلال مختلف، وتحديداً في الأشهر القليلة الماضية، التي وقف على ناصية وصافة العالم وعبر للنهائي الآسيوي، بعد أن جندل أبطال الدوري الإماراتي والإيراني والقطري، والأخير فريق الدحيل ذاق ويل الهلال، بعد أن دك شباكه بسباعية تاريخية لا تنسى كانت قابلة للزيادة، وتأهل بجدارة وأخرس الأصوات التي أزاحته عن ساحة الفوز، بل وضعها في زاوية الحرج، ولاشك أن هناك من يتمنى إخفاق هذا الزعيم المتجدد، الذي أَسْقَطَ أمنياتهم التي يرفضها الذوق الرياضي، وبرزت هذه التوجهات عبر بعض التصرفات الجماهيرية والإعلامية، ولاحت بكل وضوح من خلال الطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، والظهور الفضائي بصورة غريبة، واللافت أن الطرح مجوف، لا يحمل محتوى ولا يركن لمعلومة مقنعة، وبالتالي وصفوا تميز عملاق آسيا بضعف المنافسين، بل هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك، ووصف بطولة القارة بالضعيفة. وتناسوا عبارات صعبة قوية!! التي لم يجف نزقها، ولأن الهلال مزقها على أرض الواقع ورسم نجومه المحليون أجمل الصور خلال مشاركتهم مع المنتخب أو الفريق، وتركهم يرمون العبارات والتصرفات والاستنتاجات العشوائية! ولكنها وصلت لصورة مرفوضة، وكان من الأجدر أن يعترفوا بأن هذا الزعيم بات مضرب مثل، وبالتالي يتعين الاستفادة من تجربته على أرض الواقع، حتى وهو في أسوأ الظروف تجده يقدم أروع العطاءات، ويؤكد أنه خير من يمثل القارة الأكبر، ولهذا لم يكن غريبا بحقيقة وصيف العالم، وهو مقيد الأطراف، فكيف لو جدد صفوفه بعناصر تدعمه في مثل تلك المحكات، أما التأهل الآسيوي فالأمر طبيعي، لأن الأزق والمجد الآسيوي صنوان لا يفترقان، وبات قرينًا من البطولة، التي أصبحت تعشقه ويعشقها، زعيم آسيا عاد للمنافسات المحلية، ويتعين على مدرب الفريق إراحة العناصر، التي كتبت المجد من جميع أطرافه، لأن هناك هدفا ومناسبة أقوى تنتظره، والأهم ألا تمنح إدارة الأستاذ فهد بن نافل المتميزة، الفرصة بحدوث أخطاء تحكيمية، يكون ضحيتها الفريق، والتي باتت تتجلى بكل وضوح مع مطلع كل مواجهة، ويتعين أن يحضر الحكم الأجنبي في جميع مقابلات الفرق، التي تتنافس على اللقب، والأكيد أن النصر يتصدر الأفضلية في تحقيق المكاسب بالحكم المحلي، وننشد أن يكون كذلك مع الصافرة الأجنبية.