لا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية بكل ما يحدث فيها من تفاعلات ومواقف سياسية، وقفزات اقتصادية، وتغيرات اجتماعية، وتحولات في كل الاتجاهات، أخذت مساحة واسعة من الوهج الإعلامي المحلي والخارجي، حيث أصبحت المملكة تحت بؤرة الضوء العالمي، بغض النظر عمن تحدث عنها بصدق وموضوعية وحب، أو من حاول أن يقلب الحقائق وينقل الخبر من وسط منصات وحل الحقد التي يبث افتراءاته منها، بمحاولات مستميتة لرمي هذا الوطن بحجارة إعلامية حارقة، ولكن مهما اشتد القذف، تبقى السعودية الشامخة كالنخل الباسق، تقذف بحجارة الحقد، ومع ذلك تتساقط منها أينع ثمار النجاحات والإنجازات المبهرة، بغض النظر عن الأدوات أو المحتوى الإعلامي الموجه نحوها، لتصبح المملكة العربية السعودية بكل ما تحققه من إنجازات حديث العالم والمادة الإعلامية الدسمة التي تتهافت على أخبارها منصات الإعلام المختلفة.

ولأن الإعلام هو ساحة الحرب الأقوى في عصر رقميته التي طورت منصاته حتى أصبحت فيها المعلومة أو الرسالة أو المحتوى أو الهدف يصل بأسرع من طرفة عين، كان لا بد لنا من إعلام سعودي يواكب المتغيرات الإعلامية العالمية وينافسها في تطورها وقوتها.

العمل على تطوير منظومة الإعلام لم يأت لمواجهة الحرب الإعلامية الضروس التي تحاول أن تطمس شمس الإنجازات السعودية بغربال الإعلام الحاقد فقط، إنما الهدف تعدى ذلك إلى تنمية مجتمع، وزيادة وعيه، والربط بين أهدافه ومنجزاته لاختصار الوقت والجهد للوصول إلى الغايات، فنحن كوطن لنا رؤية جبارة كل هدف من أهدافها يحتاج إلى إعلام قوي موجه نحو الداخل لتوعية السعودي كمواطن وكمسؤول بالهدف من هذه الرؤية، وكيف أنها بوابة الخير الواسعة التي نحتاجها كوطن وكشعب في المرحلة الراهنة لنحافظ على سيادة وأمن وأمان ونماء حققناه سابقا وسنحقق منه أضعاف ما تحقق فيما مضى إن نحن فهمنا معنى الرؤية وأهدافها وعرفنا من خلال إعلامنا كيف نكون سلالم ارتقاء نحقق من خلالها الغاية ونخدم أنفسنا كشعب يفهم ويعي، وبالتالي نخدم الوطن الذي يراهن علينا في تحقيق النماء المستدام والحفاظ عليه بعد توفيق الله وعونه،

من هذا المنطلق أصبح لدينا إعلام يخطو بخطى واثقة نحو تطوير أدواته ورؤاه ورسائله لتكون منظومته جاهزة لاستقبال عهد إعلامي جديد قادر على المنافسة.

منتدى الإعلام السعودي الذي احتضنت الرياض نسخته الثانية خلال الأسبوع الماضي كان أحد هذه الفعاليات المميزة التي جمعت قادة الإعلام وقاماته من الإعلاميين السعوديين والعرب والأجانب، تحت سقف واحد لتبادل الأفكار والرؤى، بهدف طرح حوارات ثرية ومثمرة من خلال ورش وأوراق عمل ولقاءات وبحوث تجعل إعلامنا قيد الحضور الفعال المواكب للمستجدات الإعلامية بما يتناغم مع المتغيرات الزمنية والمكانية التي لا بد من مراعاتها للوصول إلى إعلام فعال وهادف.

منتدى الإعلام السعودي خصص جوائز وتكريمًا للإعلاميين المتميزين في الصحافة والتلفزيون والإذاعة والإعلام الرقمي، وللشخصيات الإعلامية التي حفرت أسماءها بحروف من نور على لوحة التميز الإعلامي السعودي كقامات إعلامية كانت ممن ساهم في صنع أساسات البناء الإعلامي السعودي.

هذه الجوائز والتكريم تعتبر محفزا للمنافسة التي تخدم إعلامنا، ومثيرة لمراكز الإبداع والابتكار في عقول صناع الإبداعات الإعلامية، ودافعا للإعلاميين على العطاء أكثر حتى يكونوا عند حسن ظن من كرمهم.

بفضل من الله ومنته كان لي شرف الفوز بجائزة المنتدى السعودي في نسخته الثانية عن فئة المقال، فاسمحوا لي أن أختم مقالي برسائل شكر تعبر عن سعادتي التي تبعثر ترتيب الكلمات مهما حاولت تنسيقها، لذلك لم أجد أبلغ من كلمات عفوية بسيطة تخرج من أعماق شعور صادق لعلها تستطيع أن تنقل ولو جزءا بسيطا من عظمة الشعور.

شكرا.. لله أولا وأخيرا على توفيقه وبركاته التي رافقت خطوتي لأصل إلى هذا التكريم.

شكرا.. لوطني وقيادته الغالية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، على تمكين ذلل كل عقبة تواجهني كـ امرأة، فيسر لي الدروب لأحقق بعضا من أحلامي وأنا أصعد سلم الأهداف التي من أهمها.. أن أكون امرأة سعودية يفتخر بها وطنها كما تفتخر به وتحمد الله أن كرمها بانتماء إليه.

شكرا.. لمنتدى الإعلام السعودي والقائمين عليه.. وشكر خاص لرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، ورئيس المنتدى السعودي للإعلام محمد الحارثي، على هذا الجهد الملموس والجبار الذي كان بعد الله سببا في نجاح المنتدى.

شكرا.. لمن كانوا لي بعد الله عونا وسندا في البيت الصحفي الذي نشأ وترعرع فيه حرفيا حتى نضج وأصبح مؤهلا لهذه الجائزة الغالية، ماضي الخميس الذي احتوى حرفيا عندما كان طفلا خجولا في جريدة الكويتية، وسعود الريس الذي منح حرفيا الجرأة والحياة أثناء رئاسته لجريدة الحياة، والدكتور عثمان الصيني الشخصية الداعمة المعطاءة والمدرسة التي أتعلم منها الكثير، والذي أفتخر أن أكون أحد كتاب صحيفة «الوطن» التي يرأس تحريرها.

شكرا.. لأبي.. إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان رحمه الله، الذي علمني كيف أمسك أحلامي بقوة تمنع أيا منها من الضياع أو السقوط.. والذي كانت ثقته بي مفتاحا لكل عائق مجتمعي قد يقفل أبواب الوصول إلى طموحي.. ولن أنسى من الشكر أمي حفظها الله ودعواتها التي تدثرني بالطمأنينة وتفرش دروبي بالأمان.. وأولادي.. الذين كانوا وما زالوا أول من يفرح بي ويحفزني لأكون أما يفتخرون بنجاحها.