قد يتكلف المرء أحياناً حسّ الكتابة ليجبر أحاسيسه ومشاعره على الانسياب، وفي أحيان أخرى تتناثر المشاعر وتتدفق الكلمات كتدفق الماء من أعلى الجبال، وما ذلك إلا من كمال الفخر والافتخار بهذا الوطن الغالي المعطاء.

نحن وطن قد فضله الله واختصه بميزات ليست لغيره، فقد احتضن أطهر بقاع الأرض، مكة المكرمة والمدينة المنورة.

متعنا الله حكومة وشعبا باستتباب الأمن ورغد العيش وإيفاء الحقوق. نحن بفضل الله دولة متقدمة ومتطورة وناجحة في شتى المجالات. تستقطب العالم من حولها سعيا للتكامل. دولة يشار إليها بالبنان ولها ثقلها ووزنها بين دول العالم.

يمر في سمائنا عبق العراقة والأصالة، رائحة فريدة من نوعها، تحاكي عمق التاريخ وعراقة الأحداث، يوم يعرض للعالم أجمع تاريخ الدولة السعودية وتاريخ رجالها. ذكرى تحمل اعتزازاً بتاريخ دولة شامخة لأكثر من ثلاثة قرون، تميزت بترابط رجالها الوثيق بقيادتها منذ التأسيس.

يؤرخ يوم التأسيس كيوم تاريخي عظيم ينبض بالعمق التاريخي والحضاري، ينسج في طياته تاريخ دولة عظيمة مرت بأحداث تاريخية جوهرية، وبرجال امتازوا بالشجاعة والإقدام، فأرسوا قواعد وجذوراً قوية للولاء والانتماء مجسدين الوطنية الحقة، وتوارثت الهمم للتطور والازدهار مما جعل المملكة العربية السعودية في طليعة الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان.

تتوالى الإنجازات والنمو المتسارع للنهضة التي حظيت بها المملكة اليوم لتشكل إطار نهضة شاملة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لتدخل النهضة من أوسع أبوابها، ويعرض للعالم أجمع تاريخ الدولة ويصاغ للأجيال القادمة أجمل قصة كفاح وإصرار للبقاء والتميز ، لتبني في هذا الجيل عمق تاريخ الوطن واستعراض ذكرى من بذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن لتؤسس تنمية لهذا الوطن.

لا شك أن ما وصلت له السعودية اليوم من نهضة وتطور جاء متسلسلاً في دراسة عميقة وتخطيط محترف ومدروس وجهود مكثفة.

السعودية اليوم تشهد نقلة نوعية في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة منذ التأسيس وحتى الآن؛ مما جعلها تتصدر مكانة عالية بين دول العالم وأصبحت ذا ثقل سياسي واقتصادي واجتماعي.

من هنا رفعنا أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والشعب السعودي بمناسبة الذكرى التاريخية الكريمة.