الثقة الملكية بتعيين معالي الأستاذ سلمان الدوسري وزيرًا للإعلام عطفًا على الإمكانات المتميزة التي يتفرد بها، حيث عايش الصعيد الإعلامي من نقطة البداية حتى تبوأ القمة، ولا شك أن هذا التدرج أكسبه الخبرة الرصينة لكل مرحلة وبالتالي يكاد يكون الوزير الذي وصل لهذا المكان وهو يعرف كل الدهاليز وخفاياها وسيختصر عليه جوانب عديدة، عرفت الأستاذ سلمان منذ البدايات الأولى في مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر، وكان التميز يمثل جزءًا كبيرًا من شخصيته العملية علاوة على رشاقته ومهارته في التعامل مع الجميع، وأمام الوزير الجديد ملفات عديدة للتصحيح وتحتاج لدراسة وافية لتنقيتها وفلترتها، والأكيد أن خبراته التراكمية في مجال الصحافة والإعلام سند قوي لهذه الخطوة، والإعلام الرياضي السعودي تحديدًا صوت قوي على مستوى الوطن العربي وبالتالي يفترض توجيهه بالشكل المناسب لكي يكون داعمًا للمرحلة الحالية، والتأهيل في مثل تلك الظروف مطلب لكي تتحقق التطلعات المرجوة بترجمة رؤية المملكة (2030) في المجال الرياضي، ودعم استراتيجيتها من أجل استدامتها وتواصل إنجازاتها خاصة في ظل الدعم اللا محدود الذي تجده على كافة الأصعدة، والنقلات غير العادية التي عايشناها خير شاهد بدليل استضافة المنافسات القارية والدولية، الأمر الذي وضعنا في الناصية العالمية من خلال ما تحقق على أرض الوقع وبات الإعلام الخارجي يتحدث عن رياضتنا بالعناوين العريضة بعد الحضور اللافت في كأس العالم للمنتخبات عقب الفوز التاريخي على الأرجنتين الذي توشح اللقب، أيضا تواصل المد بعد وصول فريق الهلال لنهائي كأس العالم وتأهله للقمة الآسيوية، كلها شواهد وضعتنا في هامة الاهتمامات، بل إن الوهج الإعلامي الذي أحاط باسم رياضتنا من خلال الإنجازات قدر اقتصاديًا بأكثر من ثلاثين مليار ريال، وهي لم تدفع ولكن تقديرية قياسًا بما تم طرحه من خلال ما وصلنا إليه وعرفنا الجميع وبات يردد هذا البلد وهذا المنتخب يسير نحو العمق، وأمام تلك النجاحات يتعين الحفاظ عليها وتنشئة أجيال للمستقبل لديها حماية من نزق التعصبات السلبية، ولن يتحقق إلا بتضافر الجهود وتحديدًا بين وزارة الرياضة من جهة ووزارة الإعلام من الشق الآخر، مع ضرورة تحديد مرجعية للإعلام الرياضي لتفعيل الضبط والربط، كل الأماني للوزير الجديد سلمان الإعلام الذي سارت خطواته على كل مواطن الإعلام حتى وصل للقمة وبالتالي حان الوقت ليصحح ويضع خارطة جديدة لإعلامنا الرياضي لكي يكون إيجابيًا في كل زواياه وسلخ السلبية التي باتت مقلقة وبالذات في مثل هذا التوقيت.. عصر الرؤية التي تهدف لوصولنا لآفاق أوسع في مساحة النجاحات.