تعود فكرة إنشاء مركز ثقافي في جامعة الملك سعود إلى عام 1407هـ حينما اقترح إنشاء مركز في الجامعة يضم متاحف ومعارض الكليات المختلفة في الجامعة، إضافة إلى صالة للمعارض الكبرى. ثم تبلورت هذه الفكرة وبدأت تخرج إلى الحيز العملي مع بداية عام 1419هـ حينما قدّم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز دعماً سخياً لإنشاء مركز ثقافي في الجامعة يحمل مسمى: "مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز الثقافي".
وتعتبر الغاية من إنشاء هذا المركز ربط الجامعة مع المجتمع بجميع فئاته، من خلال ما يوفره من نشاطات وما يقدمه من خدمات في مرحلة تتسم بتعدد الأدوار التي تلعبها الجامعة بتعزيز عملية التنمية في السعودية وفي خدمة قطاعات المجتمع المختلفة بشكل مباشر أو غير مباشر" ومن هنا فإن قيام جامعة الملك سعود بتبني فكرة مشروع مركز الأمير سلطان الثقافي وإنشائه في رحاب الجامعة يخدم هذه الغاية ويتفق مع التوجهات العامة والمتطلبات الرئيسة لعملية التنمية، إضافة إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تجعل منه مطلباً اقتصادياً وثقافياً وحضارياً.
ويسعى مركز الأمير سلطان الثقافي إلى تحقيق عدد من الأهداف، يمكن تصنيفها على النحو التالي:
أهداف ثقافية:
ـ المساهمة في تنمية الوعي الثقافي العام في المجتمع.
ـ توثيق الصلة الثقافية بين الجامعة والمجتمع بمختلف فئاته.
أهداف تعليمية:
ـ المساهمة بعقد دورات تعليمية قصيرة وطويلة ومحاضرات تخصصية.
ـ المساهمة بعقد الامتحانات المهنية.
أهداف إعلامية:
ـ تعزيز مكانة جامعة الملك سعود ودورها الرائد في خدمة العلم والمعرفة.
ـ إبراز التفوق التقني لجامعة الملك سعود ومدى العناية والرعاية التي يحظى بها قطاع التعليم العالي في المملكة العربية السعودية.
ـ إتاحة الفرصة لرواد المركز للتعرف على الأنشطة الثقافية والتعليمية في جامعة الملك سعود.
أهداف اجتماعية:
ـ توفير المكان الملائم لالتقاء رجال الفكر والأدب والتعليم.
ـ تنظيم أنشطة ثقافية متنوعة تسهل لقاء فئات عديدة من المجتمع وتلبي احتياجاتهم الاجتماعية.
أهداف اقتصادية:
ـ أن يكون المركز مؤسسة ثقافية ذاتية التشغيل.
الفئات المتوقع استفادتها من خدمات المركز
يهدف المركز إلى ربط الجامعة بالمجتمع من خلال ما يوفره من نشاطات وما يقدمه من خدمات. ومن هذا المنطلق فإنه من المتوقع أن تستفيد فئات وقطاعات اجتماعية مختلفة بشكل مباشر أو غير مباشر من خدمات وأنشطة المركز؛ ومن أهم هذه الجهات ما يلي:
ـ رجال الفكر والعلم والأدب.
ـ منسوبو الجامعات من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين.
ـ منسوبو التعليم العام.
ـ الجهات والمؤسسات الحكومية.
ـ الشركات والمؤسسات الخاصة.
ـ الجهات والمؤسسات الخيرية.
ـ الجهات والمؤسسات الأجنبية.
المركز المقترح ومبررات الإنشاء
شهدت صناعة المؤتمرات والمعارض تطوراً هائلاً خلال السنوات الأخيرة، مما جعل عائداتها تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً. كما تطورت أيضا نوعية ومستوى مراكز المؤتمرات والمعارض، بحيث أصبحت محل اهتمام المدن الكبيرة في العالم. ويأتي هذا الاهتمام المتزايد بهذه الصناعة استجابة للآثار الاقتصادية والاجتماعية المتعددة المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن وجود مثل هذه المراكز على الأماكن التي تستضيفها. والآثار الإيجابية التي يتوقع أن تنتج من تبني المشروع موضع الدراسة تتعدى اقتصاديات المستثمرين في المشروع إلى التأثير على اقتصاديات المدينة والدولة الحاضنة للمشروع بشكل عام. ولعل من أبرز الآثار والفوائد المرتقبة من المركز المقترح ما يلي:
* إبراز النهضة القائمة في السعودية
وهذا البعد الإعلامي يأتي في مقدمة الآثار الإيجابية للمشروع المقترح؛ فإنشاء المشروع واستضافة عدد من المعارض والمؤتمرات الدولية فيه سيمكن المشاركين في هذه الأنشطة من الاطلاع على معالم النهضة التي تنعم بها السعودية في المجالات التنموية المختلفة. إن كثيرا من المدن العالمية مثل شيكاجو، وبوسطن، وسنجافورة، ودبي عرفت كثيراً من خلال مراكزها الثقافية.
* زيادة رصيد السعودية من العملات الأجنبية
إن إنشاء المشروع واستضافته لعدد من المعارض والمؤتمرات الدولية المختلفة سيترتب عليه تدفق أعداد كبيرة من الزوار والمشاركين المزودين بالعملات الدولية المختلفة.
* التواصل مع المجتمعات الأخرى
سيؤدي توافد الزوار والمشاركين في المعارض والمؤتمرات الدولية المختلفة التي يتم تنظيمها في المركز المقترح إلى زيادة فرص التواصل وتقوية الروابط والصلات بين السعودية والمجتمعات العالمية الأخرى. ولعل من أبرز مظاهر هذا التواصل الإيجابية تنشيط التبادل التجاري بين السعودية ودول العالم نتيجة إتاحة الفرصة أمام السوق المحلي ليطلع على أحدث التطورات والمنتجات في العالم، وكذلك إتاحة الفرصة للمنتجين ورجال الأعمال المحليين لإقامة علاقات مباشرة مع العارضين الدوليين مما يساعد على فتح أسواق جديدة للصناعات المحلية.
* الأثر الحضاري على مدينة الرياض
سيترتب على إقامة المشروع المقترح دعم المركز الريادي والثقل السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به مدينة الرياض على مستوى السعودية خصوصاً، وعلى مستوى المنطقة الخليجية والعربية عموماً. علاوةً على ذلك، سيؤثر وجود المركز موضع الدراسة واستقطابه للأنشطة المختلفة على مدار العام على معدلات تشغيل القطاعات الاقتصادية الأخرى في المدينة مثل الفنادق، ومراكز النقل، ومراكز التسوق، والمطاعم وغيرها؛ مما يستدعي الحاجة للاستثمار في هذه القطاعات، بالإضافة إلى الاهتمام بعدد من الجوانب الأخرى التي تجمل الوجه الحضاري للمدينة.
* التوظيـف
سيساعد قيام المركز المقترح وجذبه لعدد كبير من الشركات الدولية من خلال أنشطته المختلفة على ضخ موارد ضخمة في اقتصاد السعودية عموماً، واقتصاد مدينة الرياض على وجه الخصوص، علاوةً على نمو حجم الاستثمارات في المدينة من خلال الشركات التي تستقطبها المعارض المتخصصة سنوياً، مما يقود إلى إيجاد فرص عمل إضافية تساهم في تقليل فائض العمالة في الدولة.
* العائد المتوقع من زوار المركز
إن وجود المراكز الثقافية من أمثال المركز موضع الدراسة واستقطابه لعدد من المناشط والملتقيات يمثل دون شك مصدراً إيرادياً جيداً للمدينة التي يقع المركز فيها، ويدعم في الوقت ذاته أنشطة الجهات الخدمية الأخرى التي تساند وتكمل عملية صناعة المعارض والمؤتمرات.
وبالإضافة لذلك فهناك بعض العوامل الهامة التي تدعم إنشاء مثل هذه المراكز الثقافية على المدى الطويل، ومن أهمها:
ـ الثقل السياسي والاقتصادي للسعودية على المستويين الإقليمي والدولي.
ـ الموقع الجغرافي المميز للمنطقة بشكل عام وللسعودية بشكل خاص من حيث توسطها بين قارات العالم الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
ـ الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني الذي تنعم به السعودية.
ـ النمو السكاني الكبير الذي يعدُّ من أعلى المعدلات في العالم، وخصوصاً في مدينة الرياض التي يتوقع أن يقارب عدد سكانها 8 ملايين في عام 1432هـ.
ـ حرص السعودية على المشاركة المستمرة في المعارض والمؤتمرات الدولية، مما يزيد الوعي بأهمية هذه الصناعة، ويشجع على قيام معارض ومنشآت مشابهة لمثيلاتها الموجودة في دول العالم الأخرى.
الاحتياجات الإنشائية للمشروع
* مساحة الأرض المطلوبة للمركز:
تبلغ المساحة الإجمالية للمباني 37.828م2، وتدخل المباني ذات الأدوار المتعددة في احتساب هذه المساحة. وتقدر المساحة الإجمالية للأرض المتاحة لمشروع مركز الأمير سلطان الثقافي
بـ 43.254 متر مربع؛ موزعةً على النحو التالي:
ـ مساحة موقع المشروع 20.000م2.
ـ مواقف السيارات 23.254م2.
* المرافق الأساسية المطلوب توفرها في المركز
بالعودة إلى أنشطة المراكز المشابهة، والخدمات المطلوبة من المركز على مستوى الجامعة، ونتائج الدراسة الميدانية التي أجريت، نجد أن الخدمات المتوقع من المركز تقديمها هي:
ـ المعارض.
ـ الندوات.
ـ المؤتمرات.
ـ الدورات التدريبية.
ـ لقاءات مهنية وحرفية وفنية وأدبية.
ـ مهرجانات تسويقية.
ـ ملتقى ثقافي وفكري وأدبي لكبار الشخصيات.
ولتحقيق هذه الخدمات وتقديمها على نحوٍ مميز، فإنه من المهم أن يحتوي المركز من حيث المبدأ على المرافق التالية:
أولاً: قسم خدمات الزوار
ويتضمن هذا القسم بهو المدخل الرئيس وكافتيريا وركناً للهدايا وصالة استقبال للمجموعات. وتبلغ مساحة هذا الجزء الكلية 3525م2، وهو ما يمثل 9.33% من المساحة الإجمالية لمبنى المركز.
ثانياً: قسم خدمات كبار الشخصيات
ويتضمن هذا القسم بهو استقبال وصالة لكبار الشخصيات ومجلساً خاصاً. وتبلغ مساحة هذا الجزء الكلية 1460م2، وهو ما يمثل
3.86% من المساحة الإجمالية لمبنى المركز.
ثالثاً: منتدى رجال الفكر و الأدب و العلوم
ويتضمن هذا القسم صالات للجلوس وقاعات مغلقة وبهو المدخل ومكتباً لإدارة المنتدى وصالة للترفيه وكافتيريا. وتبلغ مساحة هذا الجزء الكلية 1739م2، وهو ما يمثل 4.60% من المساحة الإجمالية لمبنى المركز.
رابعاً: قاعات المعارض
ويتضمن هذا القسم قاعات المعارض بمساحة تبلغ 11.585م2، وخدمات المعارض ومتحف الجامعة. وتبلغ مساحة هذا الجزء الكلية 13864م2، وهو ما يمثل 36.65% من المساحة الإجمالية لمبنى المركز.
خامساً: الصالات والقاعات متعددة الأغراض
ويشمل هذا المرفق على صالتين قائمتين حالياً ضمن مباني المدينة الجامعية؛ وهما على شكل مسرح الأولى بسعة 2.800 مقعد والثانية بسعة 700 مقعد. كما يتضمن إنشاءات جديدة عبارة عن 4 قاعات متوسطة الحجم و6 قاعات صغيرة. وتبلغ مساحة هذا الجزء 2405م2، وهو ما يمثل 6.36% من المساحة الإجمالية لمبنى المركز.
سادساً: إدارة المركز
ويتضمن هذا القسم مكتب المدير العام ومكتب مساعد المدير العام وقسم الشؤون الإدارية وقسم الشؤون المالية وقسم العلاقات العامة وقسم تنظيم المؤتمرات وقسم الشؤون التدريبية وقاعة للاجتماعات ومكاتب إدارية متعددة. وتبلغ مساحة هذا الجزء 963م2، وهو ما يمثل 2.55% من المساحة الإجمالية لمبنى المركز.
سابعاً: المركز الإعلامي
ويتضمن هذا القسم مكتب خدمات للحجز. ومكتب صرافة وقاعة معلومات وخدمات إعلامية وغرفة للتحكم وغرفة للمونتاج ومخزناً وورشة.