رفض مسرحيون ومخرجون «سعوديون» تداول مسمى «كومبارس»، على فئة معينة من الممثلين المشاركين في الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية، مؤكدين أن هذه التسمية، باتت غير جيدة، ومحل تنمر وانتقاص من الأشخاص، وتشعر الممثلين بالسلبية، ودعوا إلى ضرورة استبدالها بمسمى آخر كمساعد رئيسي، ومساعد ثانوي، مؤكدين ضرورة مراعاة مشاعر هذه الشخصية، والتعامل معه بصفته مبدعا ومحركا للأحداث في العمل، وشخصية مفيدة في مكانها ومجالها.

مسرحية المونودراما

انطلقت نداءات استبدال التسمية من كومبارس إلى مساعد، عقب مشاهدة عرض مسرحية المونودراما، بعنوان: «كومبارس» لفرقة شباب المسرح بالرياض، وجرى عرضها على خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، وقد تناولت المسرحية، المعاناة والتهميش الكبيرين، لبعض ممثلي «الكومبارس» داخل الأعمال المسرحية، وامتدت مشاهد العرض 35 دقيقة متواصلة، وأداها الممثل السعودي شهاب الشهاب.

الانتقاص في المحيط الإبداعي

أبان مخرج المسرحية نوح الجمعان، أن ذلك الانتقاص، حاصل في المحيط الإبداعي «التمثيل»، والتعامل مع الكومبارس، أنه مجرد شخص يؤدي دور غير مهم، ويمكن الاستغناء عنه في أي وقت، مؤكدًا أهميتهم في العمل، إذ لا يكتمل أي عمل فني وإبداعي دونهم، إذ تحتاج الأعمال الإبداعية إلى هؤلاء المساعدين، فهي شخصية تحمل إحساسا ومشاعر مثله مثل غيره، ويجب التعامل معه، كشخص مبدع، ويكون شرطًا في الأعمال الجماعية أو الفريق في الأعمال الإبداعية، وهو جزء رئيسي لفريق العمل، وبدونه العمل ناقص وغير مكتمل.

المحسوبيات في المسرح

قال: إن البداية الطبيعية، لأي فنان أو مبدع في العمل الفني من خلال الأدوار البسيطة، ومنها يتدرج في العمل الفني، حتى مع امتلاكه الإبداع والموهبة، ومنها التدرج في صعود السلم، ومتابعة الاشتغال على نفسه، لإيجاد المساحة الأكبر، التي تليق به وبموهبته، لافتًا إلى أن المحسوبيات، في جميع المجالات، ومن بينها الأعمال الفنية والإبداعية، وهذه المحسوبيات جزء من الإشكاليات في المسرح وتلاحق الكومبارس، رغم تلك المحسوبيات، في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والبقاء للمبدع والمتميز، هو من يستمر والدخلاء يغادرون.

تعامل أقل من زملائهم

عبر مساعد المخرج سلطان النوه، عن أسفه من تعامل البعض مع «الكومبارس» في بعض الأعمال في المسرحية، وتعامل أقل من زملائهم في العمل، ممن هم يقومون بأدوار رئيسية، رغم أن الكومبارس له دور كبير في العمل، وكثير من الأعمال تستلزم وجود المجاميع، ومن يقدم الخدمة للممثل الرئيسي، وأن الممثل الرئيسي لن يستطيع تقديم المشهد دونه.

المسرح كائن حي

ذكر مؤلف العرض فهد الحوشاني، أن العرض المسرحي، يدخل في نطاق مونودراما «ممثل واحد فقط»، مبينًا أن المسرح كائن حي، ينمو، ويكبر ويتواجد في أكثر من مكان، وبأكثر من شكل مختلف، ولكل مخرج بصمته في تقديم العرض، ومن جملة مزايا المونودراما: خفته، غير مكلف كثيرا على الإنتاجية، سهل التنقل بين المدن والمناسبات، ولا يموت مقارنة بالأعمال المسرحية الكبيرة والثقيلة، قد يصعب الانتقال فيها، وتكاليف الإنتاجية باهظة، ولا تساعد في عرضها بأكثر من مكان، بيد أن المونودراما لا يتجاوز الطاقم المسرحي كاملًا 5 أفراد، وينتقل بسهولة ويشاهده أكبر عدد ممكن من الجمهور.