باتت العقود الطويلة مع اللاعبين المحليين والأجانب تشكل قلقاً لمسيري الأندية، وهذا ما تجلى على وضعية العديد من العناصر، بحيث يظهر اللاعب بمستوى غير مقنع بعد أن تأكد من عدد السنوات التي سيقضيها والمبالغ المضمونة، فيصاب بالبرود وعدم الاكتراث، بل إن مؤشر العطاء الحقيقي لا يظهر إلا عندما يقترب عقده من الانتهاء، وتلك الصورة تجلت بكل وضوح في مسيرة العديد من اللاعبين المحليين والأجانب، وبالتالي تصبح الأندية معلقة بين المطرقة والسندان، بين دفع الحقوق كاملة إذا كان هناك نية لتصريفه أو الصبر وعلى مضض، لكي نتجاوز هذه الإشكالية يتعين ألا تمتد العقود لأكثر من سنتين، وإذا كان لدى النادي رغبة في المواصلة يمدد العقد بعد نهاية السنة الأولى، وهكذا حتى يكون اللاعب تحت الضغط ولا يستكين عند المشاركة مع الفريق، ولن أسرد الحالات التي تحيط بالأندية من مأزق العقود الطويلة والمعاناة التي تعيشها على الجانب المادي ولا توازي القيمة الفنية التي تقدم، ثمة جانب آخر يتعين قبل التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك دراسة أهمية التوافق الفني والنفسي والأخلاقي ومدى ملاءمته، فربما ينجح مع فريق ولا يحقق ذلك مع آخر، ولا شك عندما تتكامل المنظومة ستكون الفائدة في غاية النجاح، لن أسهب في طريقة إبرام العقود فهذا المجال فسيح ويحتاج للحيطة والدراية، وسأنتقل للجنة المسابقات وتحديداً مع الهلال الذي يعاني الأمرين عندما يدخل في العراك الخارجي، ولأن الزعيم يكاد يكون الوحيد الذي ينافس على كل البطولات، ولا يجد مخرجا من المسابقات في جدولة نزالاته الداخلية، بل يوضع وجهاً لوجه أمام المنافسين المحليين الذين يشاطرونه الهدف، والهلال في هذه الأثناء مقبل على محطة صعبة نحو النهائي الآسيوي والعراك العالمي، ولا شك أن ذلك يضعه أمام مفترق طرق، إما التخلي عن التنافس المحلي أو التفريط بالاستحقاق الخارجي، والأدهى اختيار جل عناصره للمنتخب لأيام الفيفا، والتي تعد أشبه بالمباريات الودية، وهذا بلاشك يزيد الضغط والأحمال، وأتحدث في هذا المقام من جانب وطني وبالتالي يتعين الوقوف مع الفريق لتعزيز مسيرته لتحقيق المجد الخارجي، لأن ذلك سيصب في مكتسبات الرياضة السعودية، وشاهدنا على أرض الواقع هذا الدعم يطال الفرق التي تنافسه آسيوياً وعالمياً، والهلال يستحق الاهتمام لأنه يمثل واجهة لرياضة هذا البلد، كل الأماني للزعيم في المهمة الخارجية وللمنافسين المحليين النصر والاتحاد، والأخير يتعين عليه أن يعرف التعامل مع الظروف بمهارة إذا كان يرغب الاستمرار بالصدارة، وكل عام والجميع بخير مع نسمات الشهر الفضيل.