(1)

بالجاكيت الرمادي، والقميص، وربطة العنق، والبنطال الرمادي، والحذاء الأسود، كح، وتنحنح، وتأكد من شعره بأطراف أصابعه، وأغلق جاكيته، ثم دلف السيد «أبريل» إلى العام 2023، يمسك بيد طفلته - المسنة! -، بفستانها الرمادي أيضا، وعينيها الماكرتين، والتي يكون حضورها باذخا في اليوم الأول، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان، حيث أُسقط في يد السيد «أبريل» حين وجد نفسه أمام الشيخ الجليل، الوسيم المبتسم، ذي الثوب الأبيض، والعمامة البيضاء، واللحية السوداء المتناسقة، يمسك بيده عصا طويلة!.

(2)- أهلا سيد أبريل!.

- السلام عليكم شيخ رمضان!.

- يبدو يا أبريل أنك ستلتزم وطفلتك الهدوء هذا العام!.

- الأمر ليس بمقدوري سيدي فـ...

- بل بمقدورك..نحن نرفع شعار الصدق وندعو له.. خذ طفلتك وليسعك بيتك!.

- ولكن طفلتي ستتزوج غدا.. يشرفنا حضورك سيدي!.

- أعرف أنها من ألاعيبك، ومكر طفلتك.. اذهب الآن!.

- حسنًا سيدي!.

(3)الكذب «مرض» عضال، وعادة ذميمة، ومنقصة معيبة، ويكفي الكاذب عقوبة: أنه لن يجد من يصدقه!.

(4)«كذبة أبريل» مرفوضة في جميع الأديان، والأعراف، والتقاليد، لا أدعي ملائكية العالم الإسلامي، ولكنني متأكد أن 1.3 مليار مسلم لم يشاركوا في الأول من أبريل هذا العام في الكذبة المعمّرة.

(5)لا يمكن للبذرة المشوهة المسماة «كذبة أبريل» أن تجد لها محلا في التُربة الإسلامية والعربية، رغم النماذج المسيئة والمنبوذة، إلا أن كل شيء في الدين والعروبة يدعو للصدق والتعامل به.

(6)هذا العام، في أوكرانيا وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي في الأول من أبريل بأنه أسوأ كذبة أبريل في التاريخ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تم ترشيح الكائنات الفضائية وحكاياتها المملة!.

(7)

صدقُ رمضاننا يهزم كذبات أبريلكم والله يحب المحسنين.