شهدت المملكة العربية السعودية إنجازات فريدة ونقلة نوعية في السنوات الماضية، وذلك منذ أن اختار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في 26 رمضان 1438 هـ، الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد لقيادة حملة التحديث والتطوير في المملكة.

ويُعزى الدور القيادي المتنامي للسعودية على الساحتين الإقليمية والدولية بشكل أساسي إلى رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد، والذي أصبح حديث العالم في فترة زمنية قصيرة.

وكانت رؤية ولي العهد ولا تزال الدعامة الأساسية للتحولات السعودية على مدى السنوات الماضية والسنوات المقبلة.

ويقود الأمير محمد بن سلمان عملية بناء دولة حديثة وقوية قادرة على مواجهة التحديات في وقت يشهد العالم العديد من الصراعات والتغيرات. وتتضمن رؤية المملكة 2030، مجموعة كاملة من الخطط والبرامج الموضوعة التي وفرت للمملكة العربية السعودية قفزة عملاقة في جميع المجالات.

الازدهار الاقتصادي

لطالما حلم ولي العهد بمستقبل أفضل لهذا البلد الذي لا يعتمد فقط على النفط، بل يتعداه إلى مصادر الدخل المتنوعة، مثل السياحة والترفيه والاستثمار والقطاعات الحيوية الأخرى.

ومن أبرز ثمار هذه الخطط قفزة في الإيرادات غير النفطية إلى مستويات قياسية في عام 2022، إذ بلغت الإيرادات غير النفطية في ميزانية السعودية، نحو 392 مليار ريال، بنسبة تعادل نحو 32% من إجمالي إيرادات الدولة البالغة 1.234 تريليون ريال، في حين بلغت الإيرادات النفطية نحو 842 مليار ريال بنسبة تعادل 68% من إجمالي الإيرادات.

واستناد إلى بيانات وزارة المالية، فإن الإيرادات غير النفطية قفزت 209% «265.2 مليار ريال (خلال 8 أعوام) بدعم من إطلاق رؤية 2030، حيث كانت 126.8 مليار ريال عام 2014.

كما أسهمت في انتعاش سوق الأسهم السعودية، ورقمنة الخدمات والمعاملات الحكومية، مما عزز البنية التحتية للمستثمرين، وسهل تنفيذ الخدمات للمواطنين والمقيمين.



المشاريع العملاقة

يعد مشروع «نيوم» ثاني أضخم مشروع على مستوى العالم، وهو المشروع الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وخلال الأعوام الماضية أطلق العديد من المشاريع الضخمة التي خططها ورسمها، وغطت العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، مثل مشروع «ذا لاين» وأوكساجون، والقدية، ومشروع البحر الأحمر، وبوابة الدرعية.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك مشاريع إستراتيجية أخرى في مجالات الطاقة المتجددة والطب الوراثي وتصنيع هياكل الطائرات، وكذلك مشاريع الإسكان مثل مشروع جدة المركزي بما في ذلك إطلاق مشاريع البيئة المبتكرة مثل مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

تدوير الثروة النفطية

استطاع ولي العهد في فترة قياسية أن يوجه نسبة كبيرة من دخل المملكة من النفط إلى خزائن صندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني في عام 2023، مما سيساعد الأول على الاستمرار بقوة كواحد من أكثر صناديق الاستثمارات نشاطا في العالم.

ويتمتع صندوق الاستثمارات العامة بتفويض لاستثمار ما لا يقل عن 40 مليار دولار أمريكي سنويا في الاقتصاد المحلي وسيواصل تقديم الدعم المالي لـ «المشاريع الضخمة» في المملكة وغيرها من المبادرات المتعلقة باستراتيجية رؤية الدولة 2030.

ويهدف صندوق الاستثمارات العامة الذي يقوده ولي العهد إلى زيادة أصوله الخاضعة للإدارة من مستواها الحالي البالغ حوالي 610 مليار دولار أمريكي إلى أكثر من 1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2025، وهو ما من المرجح أن يستلزم استثمارات كبيرة إضافية في المشاريع المحلية والإقليمية والدولية في عام 2023.

وأسس صندوق الاستثمارات العامة 6 شركات استثمارية إقليمية لمساعدته على توسيع تواجده في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

التعافي السياحي على المسار الصحيح

يقود ولي العهد ثورة كبيرة لجعل المملكة بلدًا سياحيًا بامتياز، وبعد التعافي من جائحة كورونا أظهر الوافدون الأجانب علامات الانتعاش في عام 2022 - مدفوعة بقيود السفر المخففة في المملكة، فضلاً عن استئناف الحج للزوار الدوليين- ومن المتوقع أن تشهد المملكة عودة السياح إلى مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023 ويمكن أن يتعافوا بالكامل بحلول نهاية العام أو في عام 2024.

من العوامل المساهمة في التوسع السياحي ما أعلن عنه ولي العهد بإطلاق ناقل وطني جديدة مقره في الرياض، وهو «طيران الرياض» الذي تلقى دعمًا ماليًا أوليًّا قدره 30 مليار دولار أمريكي من صندوق الاستثمارات العامة.



التحول الرقمي

وبذل ولي العهد الكثير من الجهود لتصبح المملكة رائدة في المجال الرقمي، إذ لا تعتبر السعودية مجرد عامل تمكين للتحول الرقمي، بل إنها قدمت أسسًا جوهرية لتعريف وإعادة تحديد جوهر واجبات الحكومة. وهو أمر لا يمكن الإغفال عنه حيث يشهد العالم في هذه الآونة تتطور التكنولوجيا على نحو ضخم وانتقالها إلى آفاق جديدة. تماشيًا مع رؤية 2030، فإن التحول الرقمي للحكومة السعودية يُعد استراتيجية متكاملة وحاسمة وعملية تهدف إلى تمكين وتسريع التحول الحكومي بكفاءة وفعالية. وقد تم تبني هذا التحول من خلال العديد من برامج ومشاريع الحكومة الإلكترونية، مع تمكين ودعم المؤسسات والهيئات الحكومية المختلفة. وهو يهدف بشكل أساسي إلى توفير جميع الخدمات الحكومية رقميًا، وإتاحة الوصول إليها بسهولة. كما تم تصميم استراتيجية التحول وتنفيذها على نحو يحفظ محاذاة الهندسة المعمارية، وليكون مواكبًا للعصر الرقمي، مدعومًا بالمهارات والقدرات والأدوات الرقمية.

وتوفر رؤية 2030 برنامج تحول فعال وجيد التخطيط يُعرف باسم برنامج التحول الوطني، ويهدف إلى تطوير البنية التحتية اللازمة وخلق بيئة تُمكن القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية من تحقيق مستهدفات رؤية 2030.

مكانة عالية عالميًا وإقليميًا

منذ اختيار الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد، عمل بجد لتعزيز مكانة المملكة الإقليمية والدولية. وقام بجولة في دول رئيسية في العالم، من الصين في الشرق إلى الولايات المتحدة في الغرب، وكذلك روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، والتقى بأهم قادة العالم.

وقد نجح ولي العهد في دفع العلاقات السعودية مع هذه البلدان وتوقيع العديد من الاتفاقيات وتوسيع الشراكة بينها وبين المملكة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.