أن يفوز الهلال على النصر ويحرمه الاستمرار في المنافسة على البطولة أمر طبيعي، فخلال السنوات الخمس الأخيرة كان التفوق الأزرق واضحا حيث أزاح أصفر الرياض من مفاصل وحقق اللقب لعل أبرزها نصف النهائي الآسيوي والعديد من البطولات المحلية، وكان الانتصار الأخير قاصما للظهر حيث أبعد نجوم الهلال نظيرهم النصر بقيادة كريستيانو رونالدو من بطولة الدوري وباتت القمة سانحة للاتحاد الذي ينتظر بشوق التفوق الأزرق، وكالعادة الموقعة أخذت زخماً كبيراً قبل النزال وأثناء العراك وبعد أن طويت الصفحات، وهذا تأكيد أن الإثارة لا تتوارى حتى والهلال بعيداً عن المنافسة فالصراع قائم وله أحاديثه التي تميزه عن باقي المواجهات، والزعماء خاضوا الاحتدام بدون ضغوطات وحسموا المعادلة التي أشبه بالتجهيز للبطولة الأهم، ومنبع السعادة عند أنصار الزعيم أنهم عيدوا بالنصر قبل حلول العيد وكأنهم يردون الدين مما حدث في الموسم الماضي على خلاف مشكلة كنو الدائرة بين الناديين.

نتيجة نزال الأمس وضعت من المباريات المتبقية للمتصدر والوصيف إثارة وندية مختلفة وكل لقاء أشبه بخروج المغلوب فهل يحافظ الاتحاد على قمته والفارق أم تتبدل الصورة في الأمتار الأخيرة، بقى أن نشيد بما قدمه الهلال بعد تكامل صفوفه والأهم المواجهات المفصلية الثلاث التي سيخوضها امام الاتحاد في نصف كأس الملك ولقائي (أوراوا) آسيوياً ذهاباً وإيابا وهي أشبه بحصاد الموسم في ربعه الأخير.

رسالة أخيرة للجنة الحكام عليها مراجعة الأخطاء الكوارثية التي تحدث خلال المباريات من قضاة الساحة وفي غرفة التقنية وتحديداً الأخيرة فليس هناك مجال للخطأ أو التقدير فكل الصور واضحة وبمقدور من يكلف إصدار القرار بالبت بأريحية تامة وإذا شك عليه الاستئناس برأي حكم الساحة، والأكيد أن مصادرة حقوق الفرق أمر غير مقبول في وجود الـ (VAR) والذي يكشف كل التفاصيل ولا مجال للدخول في زاوية التقدير أو الأخطاء الغير مقصودة وهذه التقنية ألغت نظرية الحكم الناجح الأقل أخطاء لأن ما يحدث متجليا ولامجال للتردد، أمر آخر لماذا لا يعاقب من يخطئ من حكام التقنية بالإبعاد على غرار ما يحدث في الدوري الإنجليزي ليكون عبرة لغيره، وللأسف ما نشاهده من اللجنة وضع تبريرات لا يقبلها الذوق والمنطق.