لمدة طويلة كان الذكاء الاصطناعي مادة دسمة للروايات الخيالية والأفلام الهوليودية، ولكن في السنوات القليلة الماضية تسارع الأمر حتى خرج المارد من روايات الخيال العلمي ومراكز الأبحاث حتى صُدم الملايين من البشر بخروج تقنية شات جي بي تي، التي تمكنك من التحدث مع برنامج مدعم بتقنيات عالية من الخوارزميات التي تسمى بالذكاء الاصطناعي.

شخصياً كتبت عددا من المقالات عما ينتظرنا من تحول كبير في مجال الخدمات الطبية وغيرها من الخدمات عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنها (زمن الآلة) و(طيور شلوى) و(طب 5G)، وما زلت أؤمن أن السنوات المقبلة سوف تشهد تغييراً دراماتيكياً بسبب تطوير برامج الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات.

ويشير أحد التقارير المنشورة عن جولدمان ساكس إلى تضاعف الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي من 50 مليار دولار في 2020 إلى أكثر من 110 مليارات دولار في 2024.

وذكر تقرير آخر أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة.

وبحسب التقرير فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن بالمقابل سوف يزيد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي على زيادة الإنتاجية وبالتالي تحقيق نمو أكبر للشركات المنتجة.

ومن المتوقع أن يكون هناك تأثير كبير لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة ومنها:

1- وسائل النقل عبر المركبات ذاتية القيادة والتي من المحتمل أن تكون أكثر أمانا وأقل تكلفة من العنصر البشري.

2- تحسين تجربة التعليم عبر تقنيات الواقع المعزز.

3- إحداث ثورة علمية بالمجال الطبي وخاصة بطرق التشخيص والعلاج عبر ربط نظم المعلومات والأشعة والتحاليل للمريض وأيضاً الاستخدام الأمثل لهذه التطبيقات في ابتكار علاجات جديدة وبتكلفة أقل.

5- القيام بوظائف مكتبية كثيرة باحترافية عالية مثل التصاميم والتسويق الرقمي وكتابة المقالات الاحترافية والعمل المحاسبي.

6- القيام بأعمال التصنيع ونقل البضائع وتوصيلها على مدار الساعة.

وما ذكرنا سابقاً يعد غيضاً من فيض، حيث سنرى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات وعلينا الاستعداد لمستقبل مختلف.

ويبدي كثيرون مخاوفهم من تسارع تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل سيئ بحيث تكون خطراً على مستقبل الحضارة، ويرى كاتب المقالة عفا الله عنا وعنه لأن "يدمرنا الذكاء الاصطناعي خيراً من نقضي حياتنا بين بعض الأغبياء من البشر".