دأبت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد المؤسس- المغفور له بإذن الله - الملك عبدالعزيز آل سعود على نشر التنمية، ودعم جهود الإغاثة عالميًا، حتى أصبحت المملكة المساهم الأبرز عالميًا في جهود نشر الرخاء ومساعدة الدول الفقيرة والمنكوبين.

ولتحقيق ذلك الهدف السامي فقد تم إنشاء الصندوق السعودي للتنمية والذي مول منذ تأسيسه عام 1975 حتى منتصف عام 2021، 697 مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا بمبلغ إجمالي قدره 69 مليار ريال سعودي لدعم 84 دولة نامية، وذلك بتقديم قروض ميسرة لإنشاء مشاريع البنية التحتية في القطاعات الصحية والزراعية، وفي مجال النقل والتعدين والتعليم وغيرها من القطاعات. وتصدرت السعودية الدول المانحة في مجال تقديم المساعدات الإنمائية الرسمية (إنسانية وتنموية) إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بمبلغ 26 مليار ريال، ما يعادل 7 مليارات دولار.

وفق البيانات التي نشرتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عبر أذرع كثيرة ومنها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبنك السعودي للتنمية وغيرها من المنصات الحكومية.

ومؤخرًا أعلنت السعودية العديد من المساعدات الخارجية ومنها تقديم 410 ملايين دولار، على شكل حزمتين من المساعدات لأوكرانيا وتجاوزات الحصيلة الأولية لمساعدة متضرري الزلازل بتركيا وسوريا اكثر من 100 مليون دولار مع أكثر من 14 طائرة تضم كل طائرة ما بين 30- 40 طنًا من المساعدات، وبناء الآلاف من المساكن المؤقتة للمتضررين من تلك الزلازل.

مؤخرًا واصلت السعودية دورها الإغاثي، حيث حركت بوارج (العز) لإجلاء (الآلاف) من العالقين بالصراع الدموي بالسودان الشقيق، بغض النظر عن الجنس أو الديانة او الجنسية، حتى تخطت جنسيات الذين تم إخراجهم 67 جنسية من بينهم الأمريكي والبريطاني والصيني والروسي والعديد من الجنسيات الأخرى.

وها هي المملكة في عهد مولاي وسيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز تثبت للعالم أنها لاعب رئيس في إحلال الأمن والرخاء والسلام والإغاثة والتنمية في هذا العالم المشتعل من شرقه لغربه، وها هم أبطال البحرية السعودية يجوبون البحار لإنقاذ العالقين، وكأني أسمع من قال (من دخل السفارة السعودية في الخرطوم فهو آمن)، (وفخر وعز) يا مملكة العز ،وكأن الشاعر قال فينا:

بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا *وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا

وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا * وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا

وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا * وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا

وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا * وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا