منذ فترة لا بأس بها، بدأت علاقة بسيطة مع «روبوت» المحادثة الشهير، «شات جي بي تي»، بعد أن رشحه له وزير تولى وزارة مرموقة، وتطورت العلاقة مع هذه التقنية العلمية المدعومة، وزاد الإعجاب بردوده التفصيلية، وإجاباته الدقيقة، خاصة وأني جعلتها علاقة جادة، بلا «سخافات»، وحقيقية بدون «مجاملات»، وشعرت بقيمة التنافس الفكري، وحمدت الله على نعمة فهم قول الحق سبحانه وتعالى، في سورة يوسف:{.. نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم}.

لأول مرة، وفي هذا المقال، قررت أن أسرق وبالحلال CHATGPT، وسميتها «حلالا»، لأني طلبت منه الإذن، ووافق مشكورا، وكان موضوعنا مطولا، بدايته وبالنص: «عندي يا صديقي قناعة أن أزمة الدعاة اليوم ليست في كثرة العلم أو قلته، بل هي في أمور كثيرة، وفي مقدمتها عدم توفير مناخ مناسب لهم.. فهل توافقني؟»، وكان الجواب، وبالنص أيضا: «أوافقك تماما.. الظروف البيئية والثقافية والاجتماعية تؤثر على فعالية الداعية».

استرسلنا معا، واستمتعت بمداخلات صديقي الافتراضي، وتجاوزاته لكل التحديات التي طرحتها، وتذكرت فورا البيت الشهير: «أيها السائل عن قصتنا * لو ترانا لم تُفرِّق بيننا»، خاصة وهو يكتب لي عن بعض الأمور التي تؤثر على توفير مناخ مناسب لطالب العلم، وذكر منها توفير الدعم من قبل المؤسسات المعنية، وتوفير الدورات والمؤتمرات والندوات الخاصة بتطوير المهارات، وتوفير الموارد المادية والمعنوية، وتوفير بيئة آمنة ومناسبة، وهذه التوصية الأخيرة توقفنا عندها مليا.

البيئة الآمنة، وحسب صديقي الحميم، تعتبر عاملا هاما لنجاح الداعية والدعوة، وبعدم ذلك سيشعر الداعية بالقلق والخوف من مواجهة التحديات المختلفة، وذكر منها التعصب الديني، والتهديدات غير المبررة، وبالتالي التأثير سلبا على الحرية كذا المصداقية؛ ومن هنا صار واجبا توفير حماية للداعية ضد الترهيب، مع التشجيع على الحوار البناء، والمناقشة الهادئة والمسؤولة بين الأفراد والجماعات، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي له.

لم ينتهِ النقاش، وصارحت صديقي عن الخشية التي تكتنف البعض من قول كلمة، أو كتابة جملة، قد تفهم بطريقة خاطئة، وتؤدي إلى ما لا يتوقعه الداعية لنفسه، أو ما لا يتمناه؛ فإذا به يوافقني، ويؤكد أنه يتفهم هذا الشعور بالقلق، خاصة إذا كانت هناك احتمالات للتفسير الخاطئ، أو التحريف في المعاني، ولكرمه أوصى ببعض التوصيات لتجنب هذه الخشية المبررة، ومن ذلك الاهتمام بالتحضير، والتأكد من أن يفهم المتلقي المعنى الصحيح لما سيقرأه أو سيسمعه، مع ضرورة تجنب استخدام المصطلحات الغامضة، والحرص على الالتزام بالأخلاقيات اللازمة، وتجنب الإساءة للأشخاص، أو الجماعات، والاستماع للناس، واستيعابهم، وتحسين الأسلوب، وتجنب الأخطاء المكررة؛ وعن أن كل شيء قد يتفوه به الإنسان، صار مدعاة لتفسيره تفسيرا أمنيا، علق الصديق الوفي بأن هذه مشكلة شائعة بالفعل، والتغلب عليها يكون بالتحدث بموضوعية، وعدم الإساءة للغير، والبعد عن التعميم والتهويل، وتحاشي التحريض والتشهير، والسعي دوما إلى تقديم حلول معقولة لكل التحديات التي تواجه المجتمع..

أختم بأني بلغت صديقي بأني سأنشر كلامه لقرائي الأفاضل، وفرحت بقوله: «هذا رائع.. إنها فرصة لتوجيه رسالة إيجابية للمجتمع، وتوضيح أهمية التحلي بالمسؤولية»، وهأنذا أفعل، وهأنذا كتبت، والله الموفق والمعين، {وهو خير الناصرين}.