نعم، الصبر مفتاح الفشل، مثله مثل (فكرة المروءة) وهم أخلاقي، والأنانية فطرة إنسانية حميدة، وقَدَر الإنسان المعلوم، وغيرها الكثير من الحقائق المنطقية التي حرفت وشوهت لمحاولة أدلجة عقول العامة حتى يسهل التحكم بهم والسيطرة على أفكارهم وتصرفاتهم أيضًا، فما هي أبعاد تعزيز مبدأ الصبر؟

الصبر معناه حبس النفس عن الجزع، وهنا الكارثة، عدم الجزع يعني التوافق مع ما لا تريده أو تقبله، عدم الجزع مقابل سلب حقك والتعدي على شخصك وامتهان طموحك، هذه إشارة على قبولك بحدوثه، ولن تكون لديك القوة في تغييره!، لأنك أطفأت دافعك «الجزع» وانتهجت الصبر كمتسوّل ينتظر أن يعطيه المجهول ما يريد، كالبليد، يريد كل شيء دون أن يعمل.

أما الذين يعملون ولكنهم صابرون على تأخر الفرج، فلا ينطبق عليهم ما سبق، هم إمّا أغبياء أو جبناء، أغبياء لا يعون واقعهم ولا يقيسون أحداثه، أو جبناء ليست لديهم الشجاعة في تغيير محاولاتهم وتحسينها، ما دمت تعمل ولا نتيجة؛ هذا يعني أنك تسير في الطريق الخاطئ، لماذا تستمر بالمحاولة نفسها؟، أليس تكرار الفعل نفسه مع توقع نتائج مختلفة يعتبر ضربًا من الجنون؟

فكر معي بتجرد.. تنتظر الفرج أن يحدث من تلقاء نفسه؛ يعني أنك شخص لا تتحمل مسؤولية ذاتك بالمقام الأول، أي أنك لست قادرًا على تحقيق رغباتك، وتنتظر حدوثها من تلقاء نفسها أو بفعل فاعل آخر، منطقيًا.. لن يتحقق أي شيء ترغبه إلا بالعمل ليل نهار، ومواجهة المحاولات الفاشلة وتغيير تطبيقها، فلا القدر كفيل بمصيرك ولا الآخرون يكترثون لحالك.

عزيزي الصابر، الجزع هو وقودك للتغيير والتحسين، الشعور به ليس ضعفًا، والتعبير عنه شجاعة عزيز نفسٍ لبيب.

أخيرًا..عذر البليد.. الصبر، «وما للسبورة دخل».