(1)

أربعون قرنًا من «الدماء»، والفنون، والزراعة، والنسيج، وتنافس الأمم والأديان والدول على هذا الجزء من الأرض، كافية لإغراء كل «أمين» لإنصاف «البنغال».

(2)170 مليون نسمة، يأكلون مما يزرعون، ويلبسون مما ينسجون، على أرض شديدة البلل والخصوبة، ذات مساحة تبلغ 148.5 ألف كم2، ثامن العالم من حيث السكان، وثاني العالم في تصدير الملابس، وموطن لأكبر «دلتا»، تتكون من نهر «براهمابوترا» ونهر «الجانج»، حيث تتجول النمور، كما تملك بنغلاديش أطول شاطئ بحري طبيعي متصل في آسيا؛ شاطئ «كوكس بازار» بطول 150 كم.

(3)

أما في الفن والأدب فلنكتفي بـ«روبندرونات طاغور» صاحب الألف قصيدة، و25 مسرحية، ومختلف الكتب في شتى المجالات، واللوحات المرسومة، والجمل الموسيقية الرائعة حتى اعتمدت ألحانه كنشيد وطني لـ«بنغلاديش»..

ركب طاغور السفينة قاصدًا لندن، ولطرد ملل المسافة الطويلة قام بترجمة ديوانه «قربان الأغاني» إلى اللغة الإنجليزية، وعند الوصول رمى الديوان دون مبالاة في أحضان صديقه ومضيفه اللندني الرسام الشهير «ويليام روثنشتاين»، ذهل «روثنشتاين» لمدى العمق الروحي في نصوص هذا «البنغالي»، فكتب المقدمة وطفق يطبع الديوان وينشره، وخلال أشهر نال طاغور جائزة نوبل للأدب كأول أديب شرقي ينال شرفها، وخلال أشهر -أيضًا- نال وسام الفارس من قبل ملك بريطانيا جورج الخامس، لكنه غضب وخلعه بعد أحداث مجزرة «جليانوالا باغ» في مدينة «امريستار» الموطن الروحي للسيخ.

(4)

تصدر بنغلاديش -من ضمن صادراتها- الأيدي العاملة، ففي السعودية ما يربو على المليون بنغالي يقومون بأدوار مساندة في المهن البسيطة الحرفية كغسيل السيارات والمنازل والتنظيف والخدمة، بل يقومون بأعمال نظنها «تافهة» وهي شديدة الأهمية كإرشاد صاحب المركبة في مواقف السيارات!، وكل ذلك مقابل مبلغ زهيد!.

(5)

سواعد في غربة، وكربة، تشقى من أجل لقمة العيش، بل وإطعام أسر تبعد آلاف الكيلومترات، هذا بحد ذاته عمل عظيم، وثقافة، وكافٍ للإعجاب والاحترام.