أحبطت الدفاعات الجوية الأوكرانية هجومًا جويًا روسيًا مكثفًا على كييف، حيث أسقطت جميع الصواريخ الـ18 التي كانت تستهدف العاصمة بمساعدة أسلحة قدمها الغرب، بحسب ما قال مسؤولون.

وجاءت الصواريخ الروسية في محاولة واضحة للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات لأن الأسلحة التي قدمها الغرب ساعدت في صد الهجوم.

ورحب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف باستعراض البراعة الدفاعية، واصفا الحدث في تغريدة بأنه «نجاح آخر لا يصدق».

جاء هذا الوابل في الوقت الذي سعى فيه القادة الأوروبيون إلى طرق جديدة لمعاقبة روسيا على الحرب، وتوجه زعماء من جميع أنحاء القارة إلى أيسلندا لحضور قمة نادرة لمجلس أوروبا المؤلف من 46 دولة، التي ستكثف مرة أخرى دعمها لأوكرانيا وتدين طرد روسيا لشنها حربا عليها.

جولة سريعة

وعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بلاده بعد جولة أوروبية سريعة لتحية حلفاء أوكرانيا الرئيسيين في زمن الحرب، مما دفع إلى الحصول على شريحة إضافية من المساعدات العسكرية التي تم التعهد بها.

وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن الهجوم الذي وقع ليلاً على كييف كان «استثنائيًا في كثافته - أقصى عدد من الصواريخ المهاجمة في أقصر فترة زمنية».

وغردت سفيرة المملكة المتحدة ميليندا سيمونز قائلة إن القصف كان «شديدًا جدًا».

وهذه هي المرة الثامنة هذا الشهر التي تستهدف فيها غارات جوية روسية العاصمة، في تصعيد واضح بعد أسابيع من الهدوء وقبل هجوم مضاد أوكراني طال انتظاره.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية يوري إحنات في بيان إن ستة صواريخ من طراز «كينزال» أطلقت من طائرات ميغ 31K وتسعة صواريخ كروز من سفن في البحر الأسود وثلاثة صواريخ كروز أرضية من طراز S-400 استهدفت العاصمة.

طائرات مسيرة

ومن جهة أخرى ذكر البيت الأبيض، أن روسيا تهدف إلى الحصول على مزيد من الطائرات من دون طيار الهجومية بعد استنفاد مخزونها

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، إن الحطام سقط في عدة أحياء بالعاصمة مما أدى إلى اندلاع الحرائق، لكن لم ترد أنباء عن وقوع خسائر.

وقد ساعدت أنظمة الدفاع الجوي المتطورة التي قدمها حلفاء أوكرانيا الغربيون، بما في ذلك صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع، في تجنيب كييف نوع الدمار الذي شهدته أماكن أخرى في البلاد، حيث تواصل القوات الروسية تكتيكها في القصف بعيد المدى.

وقال مسؤول دفاعي روسي، إن هجوم الثلاثاء دمر بطارية صاروخ باتريوت في كييف.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، إن النظام دمر بواسطة صاروخ «كينزال».

ولم يقدم أدلة، ولا يمكن التحقق من صحة البيان بشكل مستقل. ورفض إحنات المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية التعليق على الادعاء.

ويقول خبراء عسكريون، إن الدفاعات الجوية المعززة منعت الطائرات الروسية من التوغل في عمق أوكرانيا وساعدت في تشكيل مسار الحرب.



دعوى تعويض

فيما يشارك القادة الأوروبيون في قمة نادرة لمجلس أوروبا المؤلف من 46 دولة، وهي الهيئة الرئيسية لحقوق الإنسان في القارة.

ويسعى الاجتماع الذي يستمر يومين في أيسلندا إلى إيجاد طريقة لتسجيل الأضرار التي لحقت بأوكرانيا بسبب قوات الكرملين حتى يمكن رفع دعاوى تعويض ضد موسكو.

في غضون ذلك، يستعد مبعوث صيني لزيارة أوكرانيا وروسيا في الأيام المقبلة حيث تضغط بكين على خطة السلام التي أصدرتها في فبراير.

وبحسب وزارة الخارجية الصينية، سيزور لي هوي، السفير السابق لدى موسكو، بولندا وفرنسا وألمانيا.

رحبت أوكرانيا بحذر باقتراح الصين بينما قالت، إنها ستنتظر لترى الإجراءات المحددة التي تتخذها الصين. وتقول حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إنها محايدة وتريد أن تلعب دور الوسيط في الحرب، لكنها منحت موسكو دعمًا سياسيًا، ويبدو من غير المرجح حدوث انفراجة بعد أكثر من 14 شهرًا من الغزو الروسي الشامل.

ويريد القادة في القمة وضع الخطوط العريضة لنظام مطبق من شأنه أن ينشئ سجلاً لجميع الأضرار التي سببتها بالفعل القوات الروسية، بحيث يمكن تحميل موسكو مسؤولية تعويض الضحايا في وقت لاحق. و يأملون أن تدعم الولايات المتحدة، التي تتمتع بوضع مراقب في القمة، هذه المبادرة أيضًا.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: «السجل هو مجرد واحد من عدد من المبادرات الدولية التي تم إنشاؤها لضمان المساءلة عن الجرائم التي ارتكبت في أوكرانيا».

كما يريد المجلس التأكد من إمكانية محاسبة روسيا على ما يعتبره عددًا كبيرًا من الجرائم التي ارتكبت خلال الغزو.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: «سأدعم بشدة إنشاء محكمة مخصصة لتقديم جريمة العدوان الروسية إلى المحاكمة». خطط إنشاء مثل هذه المحكمة في لاهاي لم تثمر بعد.



تطورات أخرى:

لقي ما لا يقل عن سبعة مدنيين مصرعهم وأصيب 14 آخرون في القصف الروسي للمناطق الأوكرانية

ذكرت الشركة النووية الحكومية الأوكرانية أن نحو 2500 موظف أوكراني لا يزالون في أكبر محطة نووية في أوروبا، ويواجهون قيودًا «أشد قسوة» من القوات الروسية المتمركزة في المنشأة.

قالت شركة Energoatom، إن القوات الروسية منعت العمال الباقين من التواصل مع بعضهم البعض أو مغادرة المصنع، من أجل تقليل مخاطر تسرب المعلومات عن المواقع الروسية والمعدات العسكرية الموضوعة في الداخل.

في الأسبوع الماضي، زعمت شركة Energoatom أن روسيا تعتزم نقل نحو 3100 من أصل 6000 موظف أوكراني يديرون المصنع، محذرة من احتمال وجود «نقص كارثي في ​​الموظفين المؤهلين» في الموقع.