البارحة تجلت معالم كثيرة لفارس رهان دوري الكبار الذي يتسابق على قمته الاتحاد والنصر، وكانت المواجهات محتدمة، فالشباب والهلال اللذان يتنافسان على المقعد الثالث اصطدما بالوصيف الطامح بالقمة والعدالة الهارب من خطر الهبوط، والحال ذاتها للاتحاد، فلم يكن الأمر هيناً وهو يستضيف الباطن الذي يعيش آخر نفس قبل توديعه دائرة الكبار، وخاض اللقاء على أمل لعل وعسى أن تحدث لعبة الكراسي في منطقة الخطر المحدق، وينجو من عنق الزجاجة، ولم يخلُ لقاء الفتح والاتفاق من الأحداث الساخنة بعد أن تلقى فارس الدهناء ضربة موجعة بطرد عنصرين ما ساهم في الخسارة الثقيلة، وبالتالي سيلاقي النصر في الجولة المقبلة وهو يئن تحت الظروف التي صاحبته في لقاء الفتح، اللافت أن الأصوات تعالت مبكرة وتحديدا بعد تعادل الهلال مع الاتحاد، وتنامت فرصة سحب نقطتين من الزعيم لدى النصراويين، على خلاف قضية كنو في موضوع تم البت فيه سلفاً بحسبة دقيقة، لكن الموضوع تجدد وكأن الأمور حدثت للتو، ولا شك أن مثل تلك الأساليب تشكل ضغطاً على المتصدر وتثير القلق داخل دهاليزه حتى لو سعى رجالاته لرتق المنافذ التي تعكر الأجواء المتباينة بين التشكيك والمؤامرة، وبالتالي دفعت رجل الرياضة الأول الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل للتحذير من مثل تلك المنزلقات المشحونة التي قد تهوي بجمال المنافسة، ووعد بمعاقبة من يلوح بمثل ذلك، في وقت ينشد المراقب المُحب تغييب التشكيك المبطن ورمي مثل تلك الأوراق التي تكوي جبين الرياضة بل تحرقها، وفي غمرة هذا السباق المحموم خارج الملعب وداخله لاح بالأفق الضيوف الجدد على دوري روشن، الأخدود والحزم، إلى جانب الكبيرين أهلي جدة والرياض، العتيدين، والأخير حدثت له تحولات وغادر الكبار زُهاء العقدين، وذاق أهلي جدة مرارة الهبوط، وهو الفريق الذي يعد شيخاً في منطقته، لكنه توارى عنوة، والأهم التخطيط للبقاء والاستمرار مع الكبار، أعود لحديثي السابق وأشدد على أهمية سلخ ما يدور من اتهامات حول قالب الصراع، ويتعين على الاتحاد السعودي عدم منح الفرصة للمتربصين من خلال عدالة القرارات والتعامل بمبدأ المساواة مع الجميع على حد سواء، والموسم المقبل ربما تتغير ملامحه، فهناك رؤساء قد يغادرون مقاعدهم.

بقى أن نشيد أيضا بالجهود التي تقدم في منافسات الألعاب المختلفة، وإذا كان هناك فارس ملثم يعمل بصمت ويحقق نتائج لناديه ويترجم الأهداف إلى واقع ملموس في هذا الجانب، فالخبير الرياضي عبدالإله المقرن الذي يقود دفة الألعاب المختلفة بنادي الهلال حقق رقماً غير عادي خلال السنوات الماضية، وفي هذا العام، فالتحية للكابتن عبدالإله، وألف تحية لمن يدير دفة العمل معه.