ما بين تدني الأجور، مرورا بالضغط الذي تخلّفه مطالبتهم بإغلاق مستهدف (تارجت) يومي بقدر معين، وصولا إلى إجبارهم على تحمل أخطاء (وصفتي)، واضطرارهم إلى تحمل ردة فعل الجمهور (الزبون) في حال نقص الدواء، يعاني الصيادلة السعوديون العاملون في القطاع الخاص مشاكل جمّة، جعلت كثيرين يعزفون عن ممارسة المهنة، ويفضلون اختيار مهن أخرى أقل توترا.

ومقابل سعي رسمي إلى رفع نسبة التوطين في قطاع الصيدلة، فإن ممارسات في القطاع الخاص تضع الصيادلة السعوديين تحت ضغوط شديدة تجعل عملهم محفوفا بالتوتر والضغوط.

تدني الأجور

أكد صيادلة «سعوديون» تدني أجور ورواتب الصيادلة «الأجانب» في صيدليات القطاع الخاص، وبنسبة قد تصل إلى نحو 50% مقارنة بأجور ورواتب الصيادلة السعوديين في المنشآت الصحية الحكومية التابعة لوزارة الصحة أو القطاعات العسكرية المختلفة، وأوضحوا أنه في ظل هذا الفارق الشاسع من الطبيعي أن يكون هناك عزوف ملحوظ من قبل ملاك الصيدليات السعودية عن التعاقد مع الصيدلي السعودي، كما أن هذا الأخير يفضل الإعراض عن قبول العروض الوظيفية في صيدليات القطاع الخاص.

وأشار صيادلة، إلى أن أسباب التوسع بشكل كبير في أعداد الصيدليات الخاصة، يعود إلى خفض رواتب الصيادلة «الأجانب» مقارنة بالسعوديين، فبالتالي كثير من ملاك الصيدليات يحرصون على استقدام صيادلة «أجانب» وتشغيلهم فيها.

توطين وحد أدنى

حددت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وصول التوطين في «الصيادلة» إلى 30% من العاملين في المنشأة، وذلك في خطوة لتوفير فرص عمل محفزة ومنتجة ومستقرة للمواطنين والمواطنات، وتمكينهم من فرص العمل في القطاع الخاص، مع وضع حد أدنى للأجور 7 آلاف ريال لاحتساب نسب التوطين.

وتتراوح رواتب الصيادلة شاملة بدلات التفرغ والنقل والندرة وحسم التقاعد من 9 آلاف ريال إلى 29 ألف ريال، فيما تتراوح العلاوة السنوية من 500 إلى 850 ريالا، وسلم الرواتب للصيادلة 7 مستويات، ولكل مستوى 4 درجات، و3 فئات وهي: صيدلي استشاري، صيدلي أول، صيدلي.

المستهدف اليومي

لا تنحصر متاعب الصيادلة السعوديين في القطاع الخاص بمحدودية الفرص نتيجة رغبة الملاك في التعاقد مع صيادلة أجانب بأجور أقل، وإنما يتعرضون كذلك إلى ضغوط نفسية ويضطرون إلى بذل جهد مضاعف، فالصيدليات الخاصة المهتمة بالربح كونها شركات ربحية تطالب الصيادلة بإغلاق مستهدف (تارجت) يومي بمبلغ معين، يضع الصيدلي تحت ضغط وتوتر يومي بغية تحقيق هذا التارجت.

كما يضطر الصيدلي العامل في صيدليات تابعة لشركات لديها منتجات صيدلانية خاصة بها إلى الالتزام ببيع منتجات الشركة لزيادة الربح، وهذا يتطلب مزيدا من محاولات إقناع الزبون وبذل جهد إضافي لتحقيق هذه الغاية.

عبء وصفتي

اشتكى صيادلة عاملون في القطاع الخاص من العبء الذي تفرضه عليهم (وصفتي) التي حملت الصيادلة عبء جهة حكومية على حسب تعبيرهم، حيث لا يستفيدون منها في مجال الربح، إضافة إلى ما يواجهونه من تذكر وحتى (تنمر) من قبل الجمهور (الزبون) في حال نقص الدواء في الصيدليات، حيث يلقى اللوم بشكل مباشر على كاهل الصيدلي في حال عدم توفر الدواء.

ويشير صيادلة عاملون في القطاع الخاص (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) إلى أن كلا منهم يواجه يوميا ما لا يقل عن 6 أو 7 مرضى غاضبين لعدم توفر الدواء، مع ما يتطلبه هذا من جهد إقناعهم وتهدئتهم.

وأشار هؤلاء إلى أنهم يقضون وقتا ليس بالقليل في إقناع الجمهور بعدم توفر العلاج المدون في وصفتي دون مقابل.

ولم يخف بعض هؤلاء أن ثمة أخطاء تحصل بعهدة الصيدلية بسبب وصفتي، وعند الجرد يتم محاسبته على النواقص التي تسببت فيها وصفتي ويتم سدادها من ماله الشخصي.

التهديد بالقائمة

يبين صيادلة سعوديون أنهم يعانون من غياب الأمان الوظيفي، وأنهم يبقون عرضة دائمة لتهديد الشركات لهم في حال مناقشتهم لأي أمر يتعلق بالصعوبات التي يواجهونها، وأنهم كثيرا ما يواجهون بمقولة: (غيركم بالقائمة كثير) التي تشير إلى إمكانية وسهولة الاستغناء عنهم واستبدالهم بآخرين، مع ما يعنيه هذا من غياب للاستقرار والأمان الوظيفي.

إحصاءات رسمية

تبين آخر البيانات والإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة والمتعلقة بالقوى العاملة الصحية في القطاعات الصحية بالمملكة أن عدد الصيادلة في وزارة الصحة بلغ عام 2017 نحو 3.853 منهم 93.1% سعوديين، وارتفع في عام 2018 إلى 4.006، بلغ السعوديون منهم نسبة 93.4%.

وفي عام 2019 بلغ مجموع الصيادلة العاملين في الوزارة 4.221 منهم نسبة 93.1% سعوديين، وفي عام 2020 أصبح مجموعهم 4.358 منهم نسبة 96.7% سعوديين.

وفي عام 2021 بلغ مجموع الصيادلة 4.397 نسبة السعوديين 97%.

قطاعات حكومية أخرى

بلغ عدد الصيادلة في الجهات الحكومية الأخرى عام 2017 نحو 2.304 صيدليين نسبة السعوديين بينهم 67.6%، وفي عام 2018 أصبح العدد 2.652 منهم 71.9% سعوديين، وفي عام 2019 بلغ عددهم 2.940 منهم 71.9% سعوديين، وفي عام 2020 أصبح العدد 2.760 بنسبة 79.5% سعوديين.

أما في عام 2020 فبلغ عددهم 2.760 بنسبة 79.5% سعوديين، وفي 2021 بلغ عددهم 2.914 بنسبة 81.5% سعوديين.

الصيدلة في القطاع الخاص

2017

عدد الصيادلة

22.155 صيدلي

%5.1 سعوديين

2018

22.467 صيدلي

%6.4 سعوديين

2019

24.411 صيدلي

%6.4 سعوديين

2020

20.411 صيدلي

%16.1 سعوديين

2021

23.529 صيدلي

%23 سعوديين