فيما أكد باحث «سعودي» في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، أنه لم يعد اليوم لإنتاج بعض القطع الحرفية أن ينتجها حرفي واحد، فبعض المنتجات أصبحت تحتاج إلى خط إنتاج تشاركي بين مصمم وحرفي وآخر، أو فنان تشكيلي أو متخصص معادن أو تطريز أو غير ذلك، رسم خارطة طريق لاستمرار الإبداع في إنتاج الحرف اليدوية في السعودية، ومنع اندثارها.

عناصر رئيسية

تكونت الخارطة من 3 عناصر رئيسية، والتي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، ومواكبة اشتراطات وأهداف شبكة المدن المبدعة، التي هي جزء من اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للعلم والتربية والثقافة)، وبالتالي الحصول على الدعم من الشبكة، وعناصر الخارطة، هي: التدريب «التوريث، التعليم»، التطوير «صقل المهارة أو الموهبة»، التسويق «معرفة آليات التسويق بما فيها الإلكترونية».

اندثار الدلة الحساوية

أبان عضو فريق الأحساء المبدعة في الحرف اليدوية والفنون الشعبية في اليونسكو سابقًا علي السلطان، أنه لن تستمر الحرفة، ما لم يكن لها وريث يصونها، ويحميها، ويعمل عليها بشغف أو متدرب مبدع، التحدي في يومنا الحالي، يتمثل في انعدام التوريث في الكثير من الحرف، خاصة في المناطق التي لم تعد المنتجات الحرفية، تستخدم لما صُنعت له، إذ تغيرت الحياة، والحاجة إليها، فلم تكن ذات جدوى اقتصادية للجيل اللاحق، لذا بعض الحرف في العالم اندثرت، ومنها في الأحساء الدلة الحساوية، التي ذاع صيتها، وانتشرت في دول الخليج، وكانت «علامة» تقتنى ويتفاخر بها.

منح الفرص والقروض

أكد السلطان، أن تعلم الحرف اليوم من دون توريث، هو الأكثر شيوعًا من التوريث، وهو الذي تعتمد عليه الحرف في العالم، ويتطلب إلى جهود تشاركية من الجميع، للقيام بأدوار ريادية، بالإضافة إلى الشراكات المجتمعية، أيضا دور الجامعات والمبادرات من المؤسسات والمجتمع لخلق الدورات وصقل المواهب ومنح الفرص والقروض. مشددًا على ضرورة التطوير، إذ لابد للحرفي من صقل موهبته أو مهارته والبحث عن الجديد لتطوير نفسه ومنتجاته من خلال دخول دورات تدريبية، والاطلاع على فيديوهات، والاشتراك في مجموعات تخصصية لنفس الحرفة، كذلك الاطلاع على تجارب الآخرين، وقراءة الكتب والبحوث، التي تعنى بذلك، وخاصة الجيل الجديد، الذي يقتحم المضمار، وأن يتحول إلى باحث و كاتب فهو جدير بذلك.

عصرنة المنتجات

أشار السلطان إلى أن في يومنا الحالي، نحن في حاجة إلى منتجات حرفية، كما هي سابقاً دون التأثير على الهوية، كما نحتاج إلى عصرنة المنتجات من خلال ابتكار التصاميم وخلق آفاق جديدة لاستخدام المنتج، مستشهدًا في ذلك بتحويل «الجرة» الفخارية لتبريد الماء الى شكل جديد، واستخدام تطريز البشوت في الحقائب النسائية والخداديات والأزياء، وتوظيف الأفكار الإبداعية في الزخارف والنقوش التراثية من خلال الاستعانة بالمصممين، وأن الفتيات هن أقرب كثيرًا لإتقان هذا الفن من خلال ادخال الابتكار والتطوير، بالإضافة الى تصغير بعض المنتجات ليسهل اقتناءها وحملها وإرسالها والتعامل معها.

تجربة السائح

قال السلطان: من الملاحظ أن الكثير من الحرفيين القدامى، لا يجيدون فن التسويق أو التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتهم، وذلك لعدة أسباب، منها: كبر السن، أو عدم الإلمام باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو عدم الاقتناع بذلك، ولن يتمكن الحرفي من الاستمرار، ما لم يجد منافذ بيع، لذا فهناك حاجة إلى مساعدة في التسويق والبيع، من أولاد الحرفي أو جهة مسوقة، بالإضافة إلى العمل على استثمار الحرف «سياحياً»، فالسياح هم أكثر الناس اقتناء للمنتجات، خاصة التي يشاركون في صنعها، والتأكيد على ضرورة العمل على تجربة السائح، لأنها تضطرها للشراء وتشكل لديه ذكريات عميقة. خارطة طريق لاستمرار الإبداع في إنتاج الحرف اليدوية: التدريب «التوريث، التعليم». التطوير «صقل المهارة أو الموهبة». التسويق «معرفة آليات التسويق بما فيها الإلكترونية».