كشف استشاري الطب النفسي علي الزائري، أنه حسب الدراسات، بلغت نسبة من يقومون بإجراء عمليات التجميل ولا يكونون راضين عن أنفسهم 20 %، حيث يصابون بأمراض نفسية منها الاكتئاب والقلق والعزلة ولا يستطيعون الخروج والمشاركة الاجتماعية، موضحا أن المهووسين بعمليات التجميل ينقسمون لقسمين منهم من يعاني من مرض نفسي يسمى «اضطراب التشوه الجسدي» والآخر أشخاص «لا يعانون من أمراض نفسية» ولكن لديهم احتياج نفسي لهذه العمليات.

النوع الأول

أشار إلى أن النوع الأول ممن يعاني من «اضطرابات التشوه الجسدي» تكون لديهم أفكار مغلوطة عن أشكالهم الخارجية، فمثلا نجد البعض يدعي أن حجم أنفه ضخم والبعض يرى أن حجم رقبته صغيرة وآخرون يشعرون أن وجههم غير متناسق، وهؤلاء أحد ضحايا عمليات التجميل المتكررة، ولا تحدث لهم أي تغير لأن الخلل يوجد في الدماغ وليس في الجسد، فنجده بعد أن يقوم بإجراء العملية يدخل في حالة اكتئاب وقلق وعزلة اجتماعية، وبالتالي يلجأ لرفع دعوى قضائية على الطبيب الذي أجرى له العملية ويدخل في مشكلات، هذا النوع من الأمراض يجعل الشخص في حلقة لا تنتهي من تكرار العمليات من أجل تصحيح التشوهات الموجودة في ذهنه لذلك هؤلاء يحتاجون لعلاجات نفسية وسلوكية مما يساعد في شفائهم.

النوع الآخر من تكون ثقته بنفسه ضعيفة ولديه احتياج نفسي لهذه العمليات فنجدهم عاشوا في بيئة متذمرة مما ينعكس عليهم في فقد الثقة بأنفسهم مما يدفعهم للجوء إلى عيادات التجميل للبحث عن الجمال الذي يساعدهم في الرضا عن الذات أو قبول الآخرين لهم.

تحقق الرضى

كشف في كثير من الأحيان أن عمليات التجميل لمن يكون بحاجة لها -أي مصاب بتشوه جسدي- فهنا بالغالب تحقق الرضا والثقة بالنفس، أيضا نجد «الفلاتر» التقنية الحديثة الموجودة في البرامج ويستخدمها الكثير تعتبر نوعا من التجميل تجعل الشخص يشعر بتقبل الآخرين له وتعطي ثقة في النفس مما يساعد الكثير في الظهور بمواقع التواصل الاجتماعي وتعطي الثقة والتعبير عن الذات بأحسن طريقة ممكنة، مشيرا إلى أن هناك عمليات تجميل لا تختص بالوجه فقط فهناك عمليات إزالة الرحم لدى السيدات هنا تجعل بعضهن تشعر أنها فقدت أنوثتها بالكامل وتبدأ بالخوف من النتائج المترتبة على ذلك باضطراب العلاقة الزوجية بينها وبين الزوج وشعورها أنها سوف تفقد زوجها إما بالزواج عليها أو خيانتها فعمليات التجميل تعتبر سلاحا ذا حدين، فهنا لا بد على أي شخص سواء ذكر أو أنثى عليه أخذ استشارة نفسية قبل إجراء عمليات التجميل فالطبيب يستطيع أن يعرف إذا كان الدافع حقيقيا فيعطيه الضوء الأخضر لعمل ذلك، ولكن إذا اكتشف الطبيب أن وراء هذه العملية دافع «مرضي» يقوم بنصحه بعدم إجراء هذه العملية.

سلوكيات المشاهير

أوضح أن المشاهير هم أحد الوسائل التي تستخدم من قبل شركات عالمية ومؤسسات محترفة لتغيير سلوكيات الأشخاص وأفكارهم، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات التجميل بشكل ملحوظ بسبب تأثير المشاهير الذين يكونون في الحقيقة لهم تأثير على المشاهدين، والسبب أنه يتم اختيار من يعلن عن تلك العمليات من المشاهير بعناية حيث يتم الاعتماد على المشاهير الأكثر جمالا وقبولا لدى المتابعين لهم، فبالتالي الأشخاص يظنون أنهم في حالة إجراء هذه العمليات سيصلون لنتائج تشبه جمال هؤلاء المشاهير.