كشفت دراسة جديدة عن التفاصيل الأولية حول إمكانية أن يساهم زرع الخلايا الجذعية في قتل الفيروس المسبب لمرض الإيدز، وحاولت الدراسة التي أجرتها جامعة أوريغون للصحة والعلوم تفسير سبب خلو خمسة أشخاص على الأقل من فيروس نقص المناعة البشرية بعد تلقيهم عملية زرع الخلايا الجذعية، قد تساعد هذه الدراسة العلماء في تطوير ما يأملون أن يصبح علاجًا واسع النطاق للفيروس المسبب للإيدز، الذي أصاب نحو 38 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

تصف الدراسة كيف تم علاج اثنين من الرئيسيات غير البشرية من القرود من فيروس نقص المناعة البشرية بعد تلقي زرع الخلايا الجذعية.

قال الباحث الرئيسي في الدراسة، جونا ساشا أستاذ في مركز أوريغون القومي لأبحاث الرئيسيات ومعهد العلاج باللقاحات والجينات: "لقد أثبت خمسة مرضى بالفعل أنه يمكن علاج فيروس نقص المناعة البشرية".

وتابع ساشا: "تساعدنا هذه الدراسة في التعرف على الآليات المتضمنة في تحقيق هذا العلاج، ونأمل أن تساعد اكتشافاتنا في جعل هذا العلاج فعالاً لأي شخص، وبشكل مثالي من خلال حقنة واحدة بدلاً من زرع الخلايا الجذعية".

تم الإبلاغ عن أول حالة معروفة لفيروس نقص المناعة البشرية يتم علاجه من خلال زرع الخلايا الجذعية في عام 2009. تم تشخيص إصابة رجل مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية بسرطان الدم النخاعي الحاد، وهو نوع من السرطان، وخضع لعملية زرع الخلايا الجذعية في برلين.

وتُستخدم عمليات زرع الخلايا الجذعية، والتي تسمى أيضًا عمليات زرع نخاع العظم، لعلاج بعض أشكال السرطان.

تلقى مريض برلين الخلايا الجذعية المتبرع بها من شخص لديه جين CCR5 متحور، والذي عادة ما يرمز لمستقبل على سطح خلايا الدم البيضاء التي يستخدمها فيروس نقص المناعة البشرية لإصابة الخلايا الجديدة.

وبسبب طفرة CCR5 فإن فيروس نقص المناعة يجد صعوبة في إصابة الخلايا، ويمكن أن تجعل الناس يقاومون فيروس نقص المناعة البشرية، منذ مريض برلين، شُفي أربعة أشخاص آخرين بالطريقة نفسها.

وقد أجريت الدراسة الجديدة على أنواع من الرئيسيات "رتبة من الثدييات" غير البشرية تُعرف باسم قرود المكاك الموريتانية، والتي أثبت فريق البحث سابقًا أنها قادرة على تلقي عمليات زرع الخلايا الجذعية بنجاح.

في حين أن جميع القرود الثمانية الذين شملتهم الدراسة كانوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، خضع أربعة منهم لعملية زرع خلايا جذعية من متبرعين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والنصف الآخر كان بمثابة عناصر تحكم الدراسة ومضوا دون عمليات زرع، ومن بين الأربعة الذين تم إجراء عملية زرع النخاع لهم، تم شفاء اثنين من فيروس نقص المناعة البشرية.

حاول باحثون آخرون علاج الرئيسيات غير البشرية من فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام طرق مماثلة، لكن هذه الدراسة تمثل المرة الأولى التي تعيش فيها حيوانات الأبحاث التي شُفيت من فيروس نقص المناعة البشرية على المدى الطويل.

كلا القردين لا يزال على قيد الحياة وخال من فيروس نقص المناعة البشرية حتى اليوم، بعد حوالي أربع سنوات من الزرع.

على الرغم من أن ساشا قال إنه كان من دواعي السرور التأكيد على أن زرع الخلايا الجذعية قد شفي الرئيسيات غير البشرية، فقد أراد هو وزملاؤه أيضًا فهم كيفية عملها، وتوصل هو وفريقه إلى أن الخلايا الجذعية المزروعة ساعدت في قتل الخلايا المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية لدى المتلقين من خلال التعرف عليها كغزاة ومهاجمتها.