أثبت أحد برامج الترفيه والمسابقات أن الفنان والمثقف العربي، بعيد جداً عن هموم وقضايا وطننا العربي الكبير، فبالرغم من الدم السوري النازف كان المشاركون فيه يستمرون في عروضهم ورقصاتهم، متجاهلين وطنا ليس بعيدا عنهم تقام المجازر فيه ضد الطفولة وضد الإنسانية. ويبدو أن هناك من قرر جذب الناس لمشاهدته حتى ولو عبر إيجاد موضوع طريف في نظرهم وغير أخلاقي في نظر الكثيرين؛ وهو أن تصرح متسابقة بعواطفها تجاه أحد أعضاء اللجنة، مما دفع العديد، ليس فقط لمشاهدة الحلقات، بل وصناعة مقاطع على اليوتيوب عليها تسخر غالبا من عضو اللجنة السعودي وتحمل كلمة في زاوية منها ما يطلقه الشباب عادة على من تخدعه امرأة "خروف".

هل هي مصادفة أن يتم اختيار الحكم السعودي الفنان ناصر القصبي لهذه الخدعة؟ أم إن ذلك كان مقصودا، ولكم أن تتابعوا مقطع الفتاة وهو موجود على اليوتيوب منذ دخولها الأول وتلاحظوا على من ركزت الكاميرا لتجدوا إجابة لهذا السؤال.

في الواقع أن الاعتقاد أن الرجل السعودي أكثر اهتماما بالنساء وبالتالي فهو مستعد أن يُخدع من قبل امرأة، منتشر في عالمنا العربي وربما جاوزه إلى غيره للأسف الشديد، خاصة في المسلسلات السعودية، فلابد أنكم تذكرون مشهدا يظهر فيها الشباب السعوديون طوابير، ليتحدثوا عبر الهاتف مع ممثلات عربيات، وهو في الواقع مقلب من أسرة عربية (حسب المسلسل) قررت الاستفادة من ولع شبابنا بالممثلات.

وربما شاهدتم ذلك المشهد الذي يقول فيه فنان سعودي عن السعوديات إنهن لسن "نسوان" بل "ميكانيكي سيارات، ونساء تركيا كذا وكذا"، وانتهى المشهد بمقلب وخدعة أيضا، ناهيك عن القصائد والأشعار والكتابات في المغربيات، وغيرهن.

إن كل ذلك يرسم صورة على أن الرجل المنتمي لهذا البلد هو كما يسمى في لغة الشباب العامية الآن "خروف".

إن العالم يدفع الملايين لصناعة صورته في نظر الآخرين؛ أميركا نفسها تدفع السينما لديها لتسويق السوبر مان الأميركي الذي ينقذ العالم من الأشرار، فلمَ نسوق نحن صورة ليست الشكل الغالب أو الحقيقي للرجل في المملكة الذي نعرفه نحن السعوديات، داخل وخارج المملكة أخا وزميلا يحترمنا ولا يتجاوز حدود الأدب والأخلاق في علاقاته معنا؟