عودة الاتحاد لقمة دوري الكبار ليست بالغريبة، على الرغم من ابتعاده عن هذا المجد نحو أربعة عشر عاما، غير أن التخطيط السليم من الربان أنمار الحائلي قاد السفينة لمرافئ النصر، فعميد الأندية يمتلك إرثًا وتاريخًا في منصَّات التتويج المحلية والقارية.

الاتحاد عاد لأفضل مجد له منذ سنوات خلت، وهو يرزح تحت عقاب الوقف، لكن الرحلة الصعبة لم تتوقف إلا في منصات التتويج، وتحولت المعادلة من تهديد بالهبوط إلى تتويج بأقوى الألقاب، ليقدم العميد درسا وعبرة للكثير من الأندية، ويؤكد أن المال وزخم النجوم المحلية والخارجية لا يجلب إلا البطولات ويصنع التفوق.

عقد من الزمن وأكثر، تكالبت فيه على النمور الظروف من مختلف الجوانب: أزمات خارجية وصراعات داخلية، دفع ضريبتها بالغياب عن التتويج، وتجرع مرارة الاقتراب من الهبوط، لكن نهض النمر الجريح مجددًا، وكأنه تعافى من كل الظروف القاسية التي عاشها.

والأكيد أن هذا النجاح لم يأت جزافا، إذ كانت أبرز القرارات التي دفعته للقمة الاستعانة بالحكم الأجنبي، مما وضع الفريق بمنأى عن الأخطاء القاتلة، ولا يعني ذلك التشكيك بالحكم المحلي، ولكن هناك حالات نقف أمامها بتعجب عن سبب حدوثها على الرغم من وجود التقنية، بدليل المواجهة المفصلية التي جمعت الهلال بالشباب، حيث وقعت فيها أخطاء أسهمت في تحويل النتيجة من ضربة جزاء واضحة للهلال إلى هدف يلج مرماه، وأخرى ضربة يد على الخصم تتحوّل هدفا، وكانت ردة فعل عناصر الهلال قوية، حيث خرج أكثر من لاعب عن النص، وتجلت البطاقات الحمراء، وتعد تلك الهفوات التحكيمية الأشنع، وسلم الهلال الراية البيضاء، وترك المنافسة، في إشارة لعدم رغبته في البحث عن القمة.

أعود للاتحاد، الذي استكان كثيرا، وعاش في أجواء مخملية عندما تيقن أن الزعيم رمى بأسلحته، وتفرغ للصراع في جهات أخرى، وبات النصر وحيدا ينافسه، يسقط مرة ويفوق أخرى، وهذا ليس بحال من يبحث عن بطولة.

أما الشباب فحسنته الوحيدة الفوز على الهلال بدعم الظروف التي ذكرناها أعلاه، بعدها غادر المشهد وأصبح دوره «كومبارس».

واللافت أن الهلال على الرغم من ابتعاده، فإنه حدد بوصلة الدوري من البداية بدفع الاتحاد للصدارة بفارق مريح، بعد فوزه على النصر، وأيضا أوقف العميد حينما فرض عليه التعادل في الرمق الأخير، ولم يتمكن المتصدر ووصيفه من الفوز على الهلال الجريح.

بقى أن نجدد الثناء على الإدارة الاتحادية التي انتشلت الفريق من براثن الهبوط لقمة الدوري، وهذا درس وعبرة لكثير من الأندية التي يجب أن تتعلم من مسيرة النمور.

أيضا قبل أن نودع الموسم، نشيد بإدارة الهلال، بقيادة الأستاذ فهد بن نافل، الذي قهر الظروف التي اصطدمت بالفريق، وكانت كفيلة ببعثرته، لكنه بقى في الواجهة، وقاسم الاتحاد الأمجاد المحلية التي انحصرت بين الموقوفين عن التسجيل، والبقية خرجوا بموسم صفري.