كثر الحديث والتحليل والعتب وطرح الحلول والتحسر على المال المهدر في سياحة ما يقارب خمسة ملايين من السعوديين والسعوديات لقضاء الصيف في الخارج، وأنهم يصرفون مليار ريال أو يزيد في هذه الرحلات الموسمية.

المشكلة كلها توقفت عند هيئة السياحة، وأنها لم تطور آلياتها، وكذلك الحديث عن غلاء الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم وعدم انتظام الرحلات الداخلية للخطوط السعودية، والكل يكتب ويتحدث عن مشكلة تواجهها العائلات والأطفال في السياحة الداخلية من نقص خدمات، وعوائق تضطرهم للسفر إلى الخارج.

مؤكد أن فكرة السفر إلى الخارج في الصيف لن تلغى في حالة جاء حل خارق لمشاكل السياحة الداخلية، فمن يريد السفر إلى الخارج سيذهب ولن يهتم إن زالت هذه العوائق أم لا، ولكن نسي أولئك المتحسرون على الثروة التي تهدر في الخارج وضعف إمكانات الداخل السياحي وغلاء الأسعار، أو تناسوا أو ربما لم يرد في أذهانهم أن هناك نساء يرغبن في السياحة الداخلية في بلادنا الجميلة والجاذبة لهن، سواء بطلب حالة روحانية في أداء مناسك العمرة، أو زيارة شواطئنا شرقا وغربا أو للتمتع بأجواء صيف الجنوب الجميل، أو زيارة الأماكن الأثرية وأوضحها مثلا مدائن صالح وغيرها.

هذه المرأة، بالرغم من أنها تملك الإمكانات لمتطلبات السياحة الداخلية، لكنها ـ مع الأسف ـ لا تستطيع أن تقيم في غرفة بفندق بلا محرم، حتى وإن كن مجموعة نسوة، رغم أنه لم يعد هناك ما يمنع نظاما، لكن بعض أصحاب الفنادق يرفضون ذلك.

لحقوق المرأة العامة خطوط بارزة، لكن هناك حقوقا يراها البعض غير ذات أهمية، ولكنها بالنسبة لها مهمة، بل إن المرأة السعودية من دون نساء العالم تستطيع ان تتملك بيتا ولكنها لا تستطيع أن تستأجر منزلا إلا بمحرم، والغريب أن النظام يفترض أن كل النساء لديهن محرم، وأنه موجود حسب الطلب في كل وقت..

تبقى احتياجات المرأة في آخر الاهتمامات.. رغم أنها مواطنة صالحة.