يغرق السودان في حالة من الفوضى مجددا مع عودة الهجمات والانتهاكات من طرفي الصراع، وتم انتهاك سبع اتفاقيات لوقف إطلاق النار، وتبادل كلا الطرفين الاتهامات، فمن ناحية قالت قوات الدعم السريع إنها «تدعم المبادرة السعودية الأمريكية دون قيد أو شرط». فيما ذكر متحدث عسكري أن الجيش السوداني علق مشاركته في المحادثات مع قوات الدعم السريع التي يقاتلها منذ أسابيع للسيطرة على الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا.

وقال نبيل عبد الله، المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، لـAP، إن هذه الخطوة هي احتجاج على «انتهاكات» قوات الدعم السريع المتكررة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بما في ذلك استمرار احتلالها للمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية في العاصمة الخرطوم.

صفوف المدنيين

وكان هذا التطور بمثابة خيبة أمل للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين توسطتا بين الجانبين. وانزلق السودان في حالة من الفوضى بعد اندلاع القتال في منتصف أبريل بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح برهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو.

و أسفر القتال عن مقتل ما لا يقل عن 866 مدنيا وإصابة الآلاف، وفقا لنقابة الأطباء السودانية، التي تتعقب الخسائر في صفوف المدنيين. وقالت المجموعة الطبية في وقت سابق إن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقال المتحدث عبد الله إن الجيش يريد ضمان أن شروط الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية «تنفذ بالكامل» قبل مناقشة المزيد من الخطوات. ولم يخض في التفاصيل.

إيصال المساعدات

وفي 21 مايو وقع الجانبان اتفاقية لوقف إطلاق النار تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي دمرت في الاشتباكات. كما اتفقا على وقف نهب الممتلكات السكنية والمساعدات الإنسانية، فضلا عن الاستيلاء على البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات ومحطات الطاقة.

وقال مسؤولان عسكريان كبيران آخران إن الجيش أرسل رسالة إلى الوسطاء السعوديين والأمريكيين يشرح فيها بالتفصيل ما وصفوه بانتهاكات قوات الدعم السريع. وقالوا إن الوفد العسكري لا يزال في موقع المحادثات في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال أحد المسؤولين إن القرار جاء نتيجة جهود الوسطاء للانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات دون «التنفيذ الكامل لبنود» وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وقال إن تلك المرحلة تتضمن وقف إطلاق نار طويل الأمد والدخول في مفاوضات لتسوية الخلافات بين الجانبين.

القوة المميتة

ونشر الجيش لقطات تظهر البرهان يتفقد القوات. وحذر من أن الجيش سيلجأ إلى «القوة المميتة الكاملة» إذا لم تستجب قوات الدعم السريع «لصوت العقل». كما شوهدت طائرات الجيش وهي تحلق فوق العاصمة.

في غضون ذلك، أعلن سكان عن اشتباكات في وقت متأخر من يوم الثلاثاء في أجزاء من الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة لها.

وتبادل الجانبان اللوم لخرق وقف إطلاق النار.

وجاء تحرك الجيش بعد يومين من اتفاق الجانبين على تمديد وقف إطلاق النار المهتز لمدة خمسة أيام أخرى، بعد أن أشارت واشنطن والرياض إلى نفاد صبرهما بشأن استمرار انتهاكات الهدنة.

غارات واحتلال

وقال البيان إن الجيش واصل شن غارات جوية، بينما كانت قوات الدعم السريع تحتل منازل الناس وتستولي على الممتلكات. مع حدوث السرقة في كل من المناطق التي يسيطر عليها الجيش وقوات الدعم السريع.وأضافت أن الوقود والمال وإمدادات المساعدات والمركبات التابعة لقافلة إنسانية سُرقت.

وتسبب القتال في دمار واسع النطاق في المناطق السكنية في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين لها. وأفاد السكان باقتحام منازلهم ونهبها، ونشر كثيرون صورا ومقاطع فيديو لمنازلهم المنهوبة على وسائل التواصل الاجتماعي يدينون فيها النهب.

كما حول الصراع الخرطوم ومناطق حضرية أخرى إلى ساحات قتال، مما أجبر أكثر من 1.65 مليون شخص على الفرار من ديارهم إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان أو العبور إلى الدول المجاورة، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة الصادرة يوم الأربعاء. في وقت مبكر، تسابقت الحكومات الأجنبية لإجلاء دبلوماسييها ومواطنيها، حيث سارع الآلاف من المقيمين الأجانب للخروج من البلاد.

وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عبر حوالي 425.500 شخص فروا من الصراع إلى البلدان المجاورة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن مصر تستضيف أكبر عدد من اللاجئين بأكثر من 175.500، تليها تشاد بحوالي 114.700 وجنوب السودان بأكثر من 85.200.



المدنيون:

يدينون حدوث السرقة في كل من المناطق التي يسيطر عليها الجيش وقوات الدعم السريع

قوات الجيش:

تقول إن هجماتها كانت بسبب انتهاكات قوات الدعم السريع واحتلالها المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية في الخرطوم

قوات الدعم السريع:

قالت إنها تدعم المبادرة السعودية الأمريكية دون قيد أو شرط وتلوم قوات الجيش على خرق الهدنة.