السفن البحرية الصينية هي بالفعل الأكبر في العالم، بل إن تقدمها العددي على الولايات المتحدة يزداد اتساعا، حيث حذر رئيس البحرية الأمريكية مؤخرا من أن أحواض بناء السفن الأمريكية لا تستطيع ببساطة مواكبة ذلك. ويقدر بعض الخبراء أن الصين يمكنها بناء ثلاث سفن حربية في الوقت الذي تستغرقه الولايات المتحدة لبناء واحدة.
مخاوف أمريكية وفجوة كبيرة
إنه مجرد واحد من المخاوف، إلى جانب سيطرة بكين المتزايدة في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان، والذي من المرجح أن يثقل كاهل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وهو ينضم إلى كبار الشخصيات العسكرية من جميع أنحاء المنطقة في حوار "شانغريلا" في نهاية هذا الأسبوع في سنغافورة.
وتبدو فرصة تحقيق انفراجة بشأن أي من هذه القضايا في نهاية هذا الأسبوع ضئيلة، لأسباب ليس أقلها أن الصين رفضت بوضوح اقتراحا أميركيا بأن يلتقي أوستن بنظيره الصيني لي شانغو في المنتدى.
لكن الخبراء الذين تحدثوا إلى قناة "سي إن إن" الأمريكية قبل القمة يقولون إن الحل المحتمل لأحدها - الميزة العددية للأسطول الصيني - في متناول اليد، إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفكير خارج الصندوق.
ويقولون إن واشنطن لديها شيء لا تمتلكه بكين: الحلفاء في كوريا الجنوبية واليابان الذين يبنون بعضا من أعلى المعدات البحرية - وبأسعار معقولة - في المحيطات.
ويقولون إن شراء السفن من هذه البلدان، أو حتى بناء سفن مصممة من قبل الولايات المتحدة في أحواض بناء السفن الخاصة بها، يمكن أن يكون وسيلة فعالة من حيث التكلفة لسد الفجوة مع الصين.
أمريكا لا تستطيع الشراء
المشكلة هي أن القانون الأمريكي يمنع حاليا قواتها البحرية من شراء سفن أجنبية الصنع - حتى من الحلفاء - أو من بناء سفنها الخاصة في دول أجنبية بسبب المخاوف الأمنية والرغبة في حماية صناعة بناء السفن الأمريكية.
وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن البحرية الصينية لديها حوالي 340 سفينة حربية في الوقت الحالي، في حين أن الولايات المتحدة لديها أقل من 300 سفينة. وتعتقد أن الأسطول الصيني سينمو إلى 400 في العامين المقبلين، بينما سيستغرق الأسطول الأمريكي حتى عام 2045 ليصل إلى 350.
تفوق القدرة الصينية
ليست المشكلة في زيادة القوات البحرية الصينية، إنما يمكن القول إن بعض السفن التي تنتجها الصين لديها قوة أكبر من بعض نظيراتها الأمريكية.
فعلى سبيل المثال سفينة "055s" الصينية تعتبر في نظر الكثيرين "المدمرة الأولى في العالم"، وهي أكبر من المدمرات النموذجية (وهي أقرب في الحجم إلى فئة طرادات Ticonderoga التابعة للبحرية الأمريكية).
لديها 112 خلية نظام إطلاق عمودي (VLS) وقادرة على إطلاق صواريخ أرض-جو ومضادة للسفن، وهو أكثر من 96 خلية على أحدث مدمرات Arleigh Burke التابعة للبحرية الأمريكية.
كما أنها مزودة بأنظمة أسلحة لاسلكية ومضادات متطورة للغواصات.
عالية المواصفات ومنخفضة التكلفة
من جانبها، تمتلك اليابان أيضا مدمرات "من الطراز العالمي"، كما يقول أليسيو باتالانو، أستاذ الحرب والاستراتيجية في كلية كينجز في لندن.
أحدث المدمرات من فئة "مايا" في البلاد مسلحة بـ 96 خلية VLS ويمكنها إطلاق صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية والمضادة للغواصات، في حين أنها تتمتع بجودة عالية في أجهزة الاستشعار والأنظمة الخاصة.
وفي نوفمبر الماضي، أظهرت سفينة "مايا" قدرتها على تدمير الصواريخ الباليستية التي تسافر خارج الغلاف الجوي للأرض.
هذه السفينة وفقا للمحللين تضاهي قدرات السفية الأمريكية Arleigh Burkes، ولكن هناك فرق بينهما هي أن تكلفة السفينة الأمريكية تصل إلى ملياري دولار في حين أن السفينة الكورية تكلف أقل من مليار دولار.
سلاح آسيوي سري
إذن ما الذي يجعل أحواض بناء السفن الكورية الجنوبية واليابانية قادرة على المنافسة؟
يقول المحللون إن المصنعون الآسيويون قادر على تجاوز عملية التكاليف، بعكس ما يحدث في أمريكا، مؤكدين أن التكاليف في أحواض بناء السفن الآسيوية أقل تكلفة من غيره.
وتم تصميم جميع هذه السفن اليابانية والكورية الجنوبية لدمج التكنولوجيا الأمريكية والأسلحة ورادارات التجسس ونظام القيادة والتحكم "إيجيس".
ولكن إذا كانت السفن الأمريكية واليابانية والكورية الجنوبية تستخدم تكنولوجيا مماثلة ويمكن أن تعمل معا ، فلماذا يمنع القانون الولايات المتحدة من بناء بعض سفنها في أحواض بناء السفن اليابانية والكورية الجنوبية؟
الحظر لا يتعلق فقط بالمخاوف الأمنية. كما يهدف إلى الحفاظ على وظائف وخبرات بناء السفن داخل الولايات المتحدة.
وبالتالي فإن أي تحرك قد ينظر إليه على أنه يهدد مثل هذه الصناعة الهامة سيكون محفوفا بالمخاطر السياسية.