رغم العقوبات والغرامات التي أقرت ونفذت بحق متهوري الأودية والتحديات أثناء جريان السيول، إلا أنها فشلت في إيقاف هياط المغامرين والحد من الظاهرة السلبية والمسرحية الهزلية التي ما زالت تتكرر مآسيها وأحداثها المتنوعة مع كل موسم أمطار.

تحديات السيول

مع مواسم هطول الأمطار تنشط معها تحديات جريان السيول من قبل المتهورين وتتكرر مشاهد حوادث الغرق المأساوية لأفراد أو عائلات، والتي كان السبب الرئيسي فيها مغامرة فاشلة وتهور قاتل.

«الوطن» رصدت عددًا من الممارسات الخاطئة أثناء الأمطار وجريان السيول، منها تجمعات لشباب وممارسة السباحة في بطون الأودية، وكذلك ممارسة اللعب وسط تجمعات المياه وبالقرب من المولدات الكهربائية، ونزول مركبة إلى داخل أحد الأودية وفي داخلها عائلة وأطفال وغيرها من المخالفات التي يرتكبها هؤلاء المتهورون غير آبهين ولا مهتمين بالتحذيرات والتنبيهات.

أسباب وحالات

أوضح العميد الركن متقاعد سعد القحطاني لـ«الوطن» أن هناك أسبابًا وحالات جعلت هذه الظاهرة تتفشى وقت هطول الأمطار وجريان السيول، مضيفًا أنها انخفضت إلا أنها لا تزال موجودة وكل مرة نتفاجأ بظهور مقطع لهؤلاء المغامرين ومن منطقة إلى أخرى، ومن أهم هذه الأسباب النفسية؛ يشعر الإنسان فترة هطول الأمطار وجريان السيول بالبهجة ويزيد الحماس ويندفع بلا مبالاة ولا ينظر للعواقب الأمنية، ويبالغ في الفرح الزائد فيعبر عنها بالمغامرة غير المحمودة والتي لو نسأله عنها فيما بعد لاستنكرها.

منهج دراسي

وقال القحطاني: كذلك من الأسباب المهمة غياب المناهج التعليمية التي تحث على مواضيع الأمن الشخصي والإنساني في الحوادث الأمنية أو التصرفات الشخصية التي ينتج عنها خلل أمني، خصوصًا في مرحلتي المتوسطة والثانوية، داعيًا إلى وضع منهج دراسي يتعلق بالأمن الشخصي والاجتماعي وكيفية الحفاظ على النفس وسلامتها مع عرض نماذج لنواحي الخطر في الحوادث التي كانت بسبب تصرفات ومغامرات خاطئة من غرق وغيرها.

يتكرر سنويا

أضاف عضو مجلس الشورى السابق محسن الشيعاني، أن ما يحصل من بعض المتهورين من الشباب أثناء هطول الأمطار وجريان السيول من ممارسات خاطئة وخطيرة هو أمر يكاد يتكرر سنويًا رغم التحذيرات والتنبيهات المتتالية من المديرية العامة للدفاع المدني وما يصدر من هيئة الأرصاد، مشيرًا إلى أن مجلس الشورى أولى عناية كبيرة لمواجهة هذه الظاهرة السلبية وسن عقوبات نأمل أن تكون رادعة وتسهم في التقليل من آثارها، حيث قامت اللجنة الأمنية بمراجعة العقوبات في نظام المرور، وأضافت عقوبات مالية رادعة وتم إقرار النظام وتطبيقه، ولا شك أن الأمر يتطلب تضافر جهود الوجهات الأمنية بالمرور والدفاع المدني لتطبيق تلك العقوبات والتشدد فيها، مع مشاركات الجهات الأخرى في بث المزيد من التوعية في أوساط الشباب من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي والمدارس والجامعات والجوامع والمساجد والمحاضرات لبث المزيد من الوعي بخطورة هذه الظاهرة.

خالفوا التعليمات

أكد المستشار القانوني حسن دغريري، أن المتهورين أثناء جريان السيول وهطول الأمطار مخطئون في حق أنفسهم وفي حق غيرهم وهم بذلك التصرف خالفوا عدة أوامر وتعليمات شرعية وأنظمة مرعية وتحذيرات مبلغة ومعلنة، ولا شك أنهم مؤاخذون بما عملوا وبما جنوا على الغير من أبناء وبنين وزوجات وأقارب، أما مخالفتهم للتعليمات الشرعية فالله يقول ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وهؤلاء ألقوا بأنفسهم وبمن معهم إلى التهلكة عن عمد وقصد وإرادة، وأما مخالفتهم للنظام فقد خالفوا تعليمات الجهة المختصة وما تصدره تلك الجهة من تحذيرات بشكل مستمر، والنظام الجزائي لا يعفيهم من المسؤولية العامة والمسؤولية الخاصة لا سيما إذا طالب المجني عليه أو ورثته بجنايتهم، وهذا جزاء كل من خالف التعليمات أيًا كان نوع هذه التعليمات.

6 مخالفات بنظام المرور

- قيادة المركبة تحت تأثير مسكر أو مخدر.

- القيام بأعمال الطرق قبل التنسيق مع الإدارة المختصة.

- سماح أصحاب الحيوانات بعبور حيواناتهم من غير الأماكن المخصصة لها.

- استخدام لوحات غير عائدة للمركبة.

- طمس رقم هيكل المركبة أو محاولة طمسه.

- عبور الأودية أثناء جريانها.