قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرق بينهما شيئاً"، وقد حث الشرع الحنيف على كفالة اليتيم وجعلها من الأدوية التي تعالج أمراض النفس البشرية، وبها يصبح المجتمع في صورته الأخوية التي ارتضاها له ديننا الحنيف. وكفالة اليتيم ليست في كفالته ماديا فحسب، بل الكفالة تعني القيام بشؤون حياة اليتيم من التربية والتعليم والتوجيه والنصح، والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من المأكل والمشرب والملبس والعلاج وغير ذلك.

وقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة وعلى قنوات التواصل خبرا جميلا عن رجلٍ مسن يحتضن ابنته اليتيمة التي رباها هو وأسرته، جزاه الله خير الجزاء، بحفل تخرج جامعة الملك خالد، الخميس الماضي، الذي كان مشهد الحفل ومحل تعليقات الكثير.. وسبحان الله لم تكن تلك الطفلة اليتيمة "سميرة" تعلم أن القدر ساقها ذات ليلة "حزينة" لأب، يرويها بالحنان، ويرعاها، ويحضر هو وأسرته حفل تخرجها.

نعم، بدأت القصة حينما كان يعمل سلطان بن محمد القحطاني من قرية العسران بمحافظة سراة عبيدة بمستشفى المحافظة العام.

حيث أخذ العم سلطان تلك الطفلة وقام بتربيتها مع أبنائه بعد أن شاور عائلته وطلب منهم المساعده وأنعم وأكرم بالعائلة كاملة حيث قال "العم سلطان"، كانت بنتي "سميرة" بركة، ونور، وخير، لبيتي وأسرتي، وزوجناها رجلا فاضلا "يتيما"، ومستقرة.

وحينما جاء حفل تخرجها.. كنا جميعاً معها، مؤكداً أنه لا يمكن وصف شعوره وأسرته، وما تخلله من مشاعر رائعة، حينما شاهدنا فرحتها.

وقد ختم حديثة بوصية غالية حيث قال:

إن من يستطيع أن يتبنى "يتيما"، فإنه فضل وأجر وبركة، مؤكداً أن حبه وشفقته على "سميرة" يوازي حب مجمل أولاده. وبدورنا نقول بارك الله في هذا الرجل وأجزل له الأجر والثواب، وجعل ما قام به في موازين حسناته، وجزى الله كل عائلته خيراً. ومن دون شك هذا نموذج يحتذى به في فعل الخير وكفالة الأيتام كما أوصانا بذلك رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم.