السباق المحموم بين الأندية لم يتوقف بعد أخر صافرة تحكيمية أطلقت كختام للموسم الفارط، تواصل اللهث لدى المراقبين ومسيري الأندية، الجميع ينتظر نتائج الصفقات التي ستستقر في ناديه، وباتت النظرة بعيدة ولم تعد تقتصر على لاعب يحمل اسم وتاريخ يقع في منتصف الطريق، وإنما الصراع على نجوم تسكن الناصية العالمية.

حضر رونالدو خلال وقف الهلال والاتحاد عن التسجيل، ولم يحدث ذاك الفارق وخرج النصر بموسم صفري، غير أنه جلب وهج الاهتمام من المتابعين، الاتحاد وقع مؤخرًا مع العالمي كريم بنزيما (أحد رموز الريال) والهلال يلهث خلف الأسطورة ميسي، كل هذه التقاطعات بعد إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، والتي تعد نقلة نوعية في الرياضة السعودية، لكن الأهم الاستفادة الفنية من اللاعب بالشكل المطلوب، وتسخير ما لديه لمصلحة الفريق للظفر بالنتائج والبطولات، ولا شك أن الأندية في الموسم المقبل الأجواء داخل دهاليزها تختلف بعد التخصيص، والأكيد أن الهلال الأكثر جاهزية كتنظيم احترافي في جميع الألعاب بدليل النتائج والأرقام التي تجلت خلال السنوات التي تولى الربان فهد بن نافل قيادة صهوة البيت الأزرق.

وفي تصوري أن الهلال مرتب من الداخل للكوادر التي ستسير دفته لو قدر ورحل البطل الصامت أبو الجوهرة الذي تسبقه أفعاله قبل أقواله، ويعد من أكبر المكاسب التي جنتها الرياضة السعودية خلال الخمس سنوات الماضية، وخروجه من المشهد خسارة فادحة، ومن أفضل الرؤساء الذين مروا على تاريخ الهلال كعمل ونتاج، ويكفي تسجيله رقمًا تاريخيًا يصعب تحقيقه بعد حصول الزعيم على وصيف العالم، وهو الإنجاز الذي يعتبر أحاديًا على صعيد الأندية السعودية.

جملة القول، الهلال في مؤشر مختلف عن البقية ونجاحه وارد والحفاظ على هذا المكتسب مطلب، والأهم الاستفادة من اللاعب الأجنبي بما يفوق القيمة المالية التي دفعت له، والآمل كبير أن يقابل تلك النقلات طرح إعلامي يوزي ما يقدم لرياضتنا من الدولة، حفظها الله، ووزير الإعلام أو سلمان الإعلام قادر على إحداث التغييرات وتسيير المركبة في مسارها المتوازن.