مع استمرار الوساطة لاستئناف الحوار ووقف النار في السودان، تستمر المعارك ومطالب الإغاثة والتمويل، حيث أفاد شهود لإحدى الوسائل الإخبارية بأن منطقة «بُري» وسط العاصمة الخرطوم شهدت قصفا عنيفا بالطائرات الحربية والمدافع، ما أدى إلى تدمير مبان سكنية.

وأسفر القصف المدفعي عن مقتل 3 مواطنين دفنت جثثهم بمقابر المدينة، بالإضافة إلى إصابات عديدة بصفوف المواطنين. كما قال شهود عيان آخرون إن مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض. وطالب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتوفير حزمة جديدة من التمويل للاستجابة للأزمة في السودان قيمتها 42 مليون فرنك سويسري، ودعم آلاف الأشخاص الذين نزحوا إلى الدول المجاورة وملايين الأشخاص المتأثرين بحركة النزوح في المنطقة.

الاتحاد الدولي

ودعا الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى النظر لهذه الأزمة في سياقها الإقليمي، مع وصول تحرك سكاني هائل يبحث عن الأمان وكل شيء من مآوي غذاء الرعاية الصحية، حاثًّا الاتحاد الدولي على دعم الجمعيات الوطنية في ستة دول مجاورة، وهي مصر وتشاد والصومال وليبيا وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تقدم الدعم للناس أثناء تنقلهم وتقدم لهم المساعدات الإنسانية على الحدود.

وشدد الاتحاد في بيان على الحاجة الملحة إلى ضخ الأموال لدعم المتضررين من الصراع في السودان، مع تزايد وتيرة الهجرة الجماعية وانهيار الاقتصاد ونظام الرعاية الصحية واقتراب موسم الفيضانات وأزمة الجوع التي تلوح في الأفق، وتفشي الأمراض الذي أصبح الآن أكثر حتمية.

المساعدات الإغاثية

وقام مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا»، بإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية لجميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية، بمشاركة 68 منظمة أممية وغير حكومية سودانية ودولية.

وقدمت منظمة اليونيسيف أكثر من 2500 طن من الإمدادات الصحية، والغذائية، والمياه لجميع المناطق، حيث يبلغ عدد المستفيدين من المساعدات 1.6 مليون طفل على الأقل، فيما تم إيصال أكثر من 600 طن من المساعدات الغذائية إلى 11 ولاية، لمعالجة أكثر من 45 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، والهزال الشديد.

كما قدمت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ بدء الأزمة السودانية، قرابة ألف خيمة إيواء في ولايات النيل الأبيض، وكسلا، والقضارف، وشمال دارفور، إضافةً لتسليم عشرة أطنان من الأدوية الأساسية والإمدادات الصحية لعلاج 50 ألف نازح بسبب الأزمة إلى الجمهورية المصرية الذين يعانون من الأمراض غير المعدية وسوء التغذية الحاد.