لأكثر من 25 عاماً ظل الشيخ متعب بن نايف الهباس قريباً من الأمير نايف بن عبدالعزيز، في رحلاته الداخلية والخارجية، يعرف عنه الكثير والكثير من الصفات الشخصية والمواقف، ويعلم تماماً أن سمو الأمير لا يحب "المديح" ولا التغني بما أنجز، ويكرس هذا الأمر من خلال العمل لأجل الدين والمليك والوطن.
وبالرغم من ذلك، لم يتوقف الإصرار والضغط طوال يوم كامل، للحصول على مادة صحافية خاصة، إذ وافق الهباس على زيارته في منزله بشرق الرياض، للإجابة عن بعض أسئلة "الوطن" حول شخصية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز.
يروي الشيخ متعب الهباس، وهو أحد شيوخ قبيلة شمر، و"خوي" للأمير نايف، تاريخ العلاقة مع سمو ولي العهد، ويقول" تعود علاقتي بالأمير نايف إلى أكثر من 25 سنة، وذلك لارتباط جدي بالملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وكذلك علاقة والدي بالأمير نايف"، مشيراً إلى أن الأمير نايف معروف للجميع والكل قريب منه، ودائماً تجده مهموماً بهموم الوطن والمواطن".
ويؤكد الهباس، في حديثه لـ "الوطن"، أن الأمير نايف مستمع من الطراز الأول، إذ إنه لا يحكم على أي موضوع دون النظر والاستماع لكافة الأطرف لتحقيق الحق والعدل بين الناس، إضافة إلى أنه عطوف ورحوم بالناس، ويتخذ القرار الذي يصب في إطار الشريعة الإسلامية ويصب في مصلحة الوطن والمواطنين.
ومن المزايا النادر وجودها بالرجال وتوجد لدى قلة من الناس ومنهم الأمير نايف، بحسب الهباس، معرفته بكافة القبائل والعوائل وتفرعاتها وتفاصيلها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ولذا فإن الأمير لديه فراسة قوية في هذا الموضوع، وهناك الكثير من المواقف التي يرويها الهباس بهذا الشأن، خصوصاً عندما يفتح الأمير نايف مجلسه أسبوعياً لمقابلة المواطنين في وزارة الداخلية للنظر في أمورهم.
ووفقاً للهباس، فإن الأمير نايف يحب العمل شخصياً، ولا يرضى أن يؤجل أي معاملة أو موضوع حتى في أسفاره ، ويقوم بمراجعتها يومياً والبت في القضايا العاجلة منها، إيماناً منه بخدمة المواطن في كل مكان وزمان، إضافة إلى أنه يحب الموظفين الذين يعملون بإخلاص في كل المواقع ذات العلاقة، سواء في قطاعات وزارة الداخلية أو إمارات المناطق، أو الأجهزة الأخرى، مؤكداً أنه يفضل "القوي الأمين" انطلاقاً من سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وفيما يتعلق بتعامله مع المقربين منه سواء الموظفين أو "الأخويا" ومواقفه الإنسانية ، يقول الهباس :" يعلم الجميع أن الأمير نايف لا يفرق بين بعيد أو قريب، حيث إنه قريب من الكل، لا يفرق بين موظف يعمل لديه أو مواطن آخر، وهذه ميزة في سموه، ما تعلمناه منه هو الوقوف مع صاحب الحاجة أياً كان، وإنجاز حاجات الناس بكل ود ومحبة، وأن تتم هذه الأمور دون ضجة إعلامية لأنها واجب ديني ووطني، ولا توجد مِنَّة لأحد في ذلك".
أما الأمور التي لا يحبها الأمير نايف فيذكر الهباس أنها تتمثل في الإطراء والمديح لشخصه، والمبالغه في أي أمر كان، أو التقليل من شأن المواطن السعودي؛ حيث عرف عنه غيرته العالية على الدين الإسلامي والشعوب العربية والمواطنين السعوديين في كل مكان في العالم، ويتضايق كثيراً عندما يغرر ببعض الشباب باسم الدين وهو بعيد عنهم.
ويختتم الهباس حديثه :" مهما قيل في الأمير نايف فإنه لا يوفيه حقه، ولكن ما أعرفه تماماً أنه يحب شعبه ومليكه بصورة قد لا يتخيلها أحد، ولذلك ندعو الله أن يوفقه في ولايته للعهد، وأن يحفظ الله أمن واستقرار ووحدة هذا الوطن".