في حياته رحلة امتدت نصف قرن وأكثر، تنازعتها الأيام كعادتها بين مد وجزر، ويُسر وعُسر، تعامل معها بإيمان وحكمة وصبر.

توقف به قطار العمر في ثلاث محطات، منحته الأولى وشاح شرف الخدمة العسكرية، واعتلى في الثانية مدار الكلمة من البوابة الصحفية، ونافح في محطته الثالثة عن أصالة الموروث كانتماء وهوية.

حسن بن سلطان المازني شخصية صحفية اجتماعية


مرموقة عرف عنه الوسط الإعلامي الانضباط واحترام الوقت وسرعة الإنجاز، وهي دروس تعلمها ومارسها عندما كان أحد أفراد قواتنا المسلحة الباسلة.

اشتهر ببن الناس بعميد الصحفيين في منطقة عسير، لأنه عاصر مراحل النهضة المباركة، وكتب وصور أحداثًا ومناسبات، ووجه القلم وعدسة كاميرته إلى ما يهم الوطن والمواطن، ليسجل مع بقية زملائه الصحفيين الرواد تاريخًا موثقًا في الأربعة العقود الماضية عن التنمية في عسير، من خلال إعداد ملاحق صحفية وإصدارات خاصة عن أهم المناسبات التي شهدتها المنطقة ومنهم الباحث الإعلامي محمد بن علي آل عبد المتعالي، والقامات الصحفية الدكتور صالح الحمادي، مرعي عسيري، يحيى الشبرقي، حُسني مبارك، نافع النافع، علي الألمعي، علي هشلول، منصور مذكور، محمد.السيد، عبدالله القحطاني، محمد عطيف، سلطان الأحمري، أحمد شايع، ناصر غالب -رحمه الله - ماجد البسام، وكوكبة أخرى من الصحفيين قدموا جهوداً موفقة، وذاكرة الوطن لن تنساهم.

وبذكائه المعهود كان المازني يحول مكتبه إلى ملتقى للزوار والإعلاميين، يناقش ويستمع، يلتقط بحسه الصحفي خبرًا ومعلومة من هنا وهناك، ولا تكاد تخلو الصحيفة التي يعمل فيها من حصيلة مميزة من الأخبار والتقارير والاستطلاعات المصورة لتحظى بالمتابعة ويسهر الناس جراها ويختصم.

وهذا ما سبب له بعض المطبات إضافة إلى امتعاض بعض مديري العلاقات في الإدارات الحكومية آنذاك، لكنه كان كجبل نهران واثق من نفسه معتز برسالته الإعلامية يروم المصلحة العامة، وينشد الحقيقة.

ويُحسب «لأبي مازن» أنه التفت جيدًا إلى النواحي التراثية والاجتماعية والإنسانية في مطبخه الصحفي مع رفيق دربه الإعلامي اللامع والشاعر الجميل صاحب منصة «تطربوا - يا عرب» أحمد شامي.

وعندما ترجل المازني من كرسي عمله قبل سنوات استمر توهجه من خلال مشاركاته في وسائل التواصل وكتابة المقالات، وإلقاء الضوء بين الحين والآخر على كنوز من موروثنا الشعبي الأصيل وهو يؤكد في كل مرة أنه ضد التجديد للتراث الذي يمس الثوابت.

ويعكف حاليًا على المراجعة الأخيرة لكتبه الثلاثة

التي يُكشف عن عناوينها لأول مرة (الموروث الشعبي، محطات في حياتي، تجر بتي الصحفية ) تمهيدًا لطباعتها.

حسن المازني مسيرة حافلة بمعاني الوفاء والإخلاص لوطنه وقيادته ومجتمعه يستحق الاحتفاء والتكريم اللائق والاطمئنان على أحواله ووضعه الصحي.