عبث فني
وصف الناقد فهد الأسمري، ذلك بـ«العبث الفني»، مضيفًا بقوله: عندما تدخل التقنية إلى مرحلة العبث في أصوات الفنانين خاصة الكبار منهم، فهذا يعني أن كل ماضيهم أصبح في مهب الريح، وأصبحت الأصوات التي طربت كل الآذان لها مختلفة عما قدموه، وتجرد من الإحساس، وتلاعب بالعُرب، ناهيك عن النشاز الواضح في مشاعر الفنان وصوته.
مرحلة جديدة
قال الأسمري: مرحلة جديدة بتقنية أصبحت خطيرة، وهي الذكاء الاصطناعي، سواءً لتراكيب الأصوات أو الصور والفيديوهات، ويجب أن يوضع لها قانون يجرم كل من يتعدى أو يتجاوزه، ويعمل على العبث وتشويه شخصيات كبيرة لها تاريخها وماضيها، أجيال ستتعود على هذه الأصوات المركبة، وتصبح مشاعرهم يسيرها الآخرون كيفما يريدون، وأصبح هناك هضم لحقوق الفنانين، وبالتالي تصبح أحاسيسهم ومشاعرهم وآذانهم متعودة على التغيير والتراكيب الصوتية لكل من ينتمون إليه أو يتفاعلون معه، وأصبحت مجردة من كل إحساس، وحتى نكون منصفين لابد أن نجعل تقنية الذكاء الاصطناعي في محلها المفيد لهذه الأجيال، وهيئة تقنية المعلومات وهيئة المرئي والمسموع وجهات أخرى، أتوقع أن يكون لها دور كبير في تقنين هذه التقنية بما هو مفيد، وليس مسموح لكل من يرغب العبث أو تشويه التاريخ أن يستخدمها لنشر ما يريد، تاريخ واسع يجب أن يحترم، وإرث فني كبير خلال سنوات ماضية، يجب أن نحافظ عليه من كل تشوه وتخريب سواءً لصوت الأرض أو فنان العرب أو غيرهما من الفنانين.
مؤثر الاتيتيون
أكد الموسيقي والمدرب في العلوم الموسيقية صابر المضحي أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي، وكان يستخدم عند المتخصصين من مهندسي الصوت عبر مؤثر «الاتيتيون»، وذلك لمعالجة النشاز للمؤدي وتأدية السلم بالطريقة السليمة، وهنا يكون الذكاء الاصطناعي عند أهله، بيد أن المصيبة -على حد وصفه- استخدام الذكاء الاصطناعي لدى العامة من غير ذوي الاختصاص، هدفه العبث والتعدي على الخصوصيات، قد يذهب بنا بعيدا ليس في التعدي على فنانين كبار لهم تاريخهم بالفن والعبث في إرثهم، والأدهى استخدام أصواتهم فيما لا يرضي الأخلاق ولا القيم ولا المبادئ، وهنا يأتي دور الرقابة والإعلام في التصدي أمام أي عبث قد تكون تداعياته مستقبلا تحطيم الذوق العام.
تعويض عن الأصل
قال مشرف لجنة الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وقائد فرقة كورال الدمام سلمان جهام: إن ما يدور حول تركيب أصوات الفنانين من خلال الذكاء الاصطناعي، فهو من مدة زمنية، جرى تداول ذلك على الساحة الفنية، عبر الفيس بوك، ومدى فائدته، وأضراره خصوصاً أنه الموضوع طُرح لتركيب أصوات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ بواسطته، وقد وقفنا ضد هذا الموضوع بشدة لأن البديل لن يكون تعويضا عن الأصل، وتم -على حد علمي- إيقاف هذه المحاولات، مطالبًا عبدالله طلال مداح بالتصدي لهذه المحاولات التي ليس لها مبرر سوى الكسب المادي على حساب المبدعين، ومنهم الراحل طلال مداح. ولنتعلم ممن سبقونا فقد أخذوا من أي منتج تكنولوجي، ما يفيد إبداعاتهم، وسخروها لها، ولم يكونوا تحت سيطرتها، وهذا يذكره ببدايات الكيبورد الذي كان يُراد له أن يكون بديلاً عن الفرقة الموسيقية لكن ذلك لم ينجح.
تاريخ عمالقة
شدد الباحث والمتخصص في العلوم الموسيقية، المايسترو السعودي يحيى مساوى، أن ذلك الاستنساخ وتركيب الأصوات، بمثابة المصيبة الفنية، وما يحدث الآن فهمٌ للذكاء الاصطناعي بطريقة خاطئة جداً، مهما وصلت التكنولوجيا من تقدم فلن تستطيع مجاراة الإنسان، الذي أعطاه الله جمال الصوت والإحساس، تشوية غير مقبول لعمالقة الفن في بلادنا، وهذه المجوعة هي رموز للفن والطبقة الصوتية لم تكن كما هي التي غنى بها طلال مداح، لابد من الوقوف أمام هذا التعدي على تاريخ عمالقة الفن السعودي، والأدهى من ذلك، كيف نستطيع أن نقول للجيل القادم إن الفنان يغني بهذا الصوت؟، وهذه الطبقة فيها شيء من الاستخفاف بقامة من صنعوا لهذا الوطن مجدا، وهم فعلاً كانوا سفراء الأغنية السعودية، ونتمنى أن يهتم أصحاب الذكاء الاصطناعي بأشياء تفيد مجال الموسيقى والغناء، لا أن تهدم ما يقدم من أعمال شهد لها التاريخ.
ردود الفعل من منصات التواصل
01 الرجال توفي أنتم قلوبكم حجر؟ حتى وهو في قبره تكسبونه ذنوبا؟ حسبي الله ونعم الوكيل
02 لا والله هذا الصوت بعيد كل البعد عن صوت الأرض
03 بدينا نخاف من الذكاء الاصطناعي خوفنا الوحيد أنه يسيطر على العالم
04 يا ناس الرجال متوفى يبي حسنات وأجر وأنتم حالفين تدخلونه النار!
05 محد يوصل لا بو نوره لا واقع ولا ذكاء اصطناعي