بفضل من الله، ثم قيادتنا الحكيمة، أصبحت المملكة العربية السعودية ذات مكانة متقدمة في جميع المجالات بين دول العالم، وقد زاد من مكانتها سرعة إجلاء رعاياها والآلاف من رعايا بقية دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، عند اندلاع الاقتتال في السودان، ثم سعيها الآن لوقف هذه الحرب المأساوية، ثم التفوق العلمي لشباب المملكة على بقية شباب العالم بحصد الجوائز العلمية خلال مشاركتهم في معرض «آيسيف» الدولي للعلوم الهندسية هذا العام، مما يعد دلالة على تطور التعليم في المملكة، ثم التفوق في مجال الفضاء عبر رائدي الفضاء السعوديين: ريانة برناوي وعلى القرني، الشهر الماضي، بعدما سبقهما صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في 1985.

كل هذا جعل مملكتنا الغالية تزداد شهرة، بل تصبح من أشهر دول العالم التي يتمنى الملايين زيارتها بقصد السياحة، بالإضافة إلى احتضانها الحرمين الشريفين، مما يعزز السياحة في المملكة التي تمثّل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030، حيث حققت المملكة قفزة كبيرة في ترتيب الدول الأكثر استقبالا للسياح الدوليين بوصولها للمرتبة الـ13 عالميا، وأصبحت الأولى عربيا، ونطمح أن تكون الأولى على مستوى العالم، وهذا يتطلب منا جميعا، مواطنين ومسؤولين، أن نسعى جاهدين إلى أن نُظهر بلدنا بالمظهر المشرف أمام السياح الأجانب، لأنهم سوف ينقلون ما يشاهدونه إلي مواطنيهم عند العودة إلى بلادهم.

مدينة جدة قد تكون أول المستقبلين لأي قادم للمملكة، وهذا يتطلب من الجميع التصدي لأي منظر قد يسبب تشوها بصريا في هذه المدينة الجميلة، لذلك أتمنى من المسؤولين ملاحظة كثرة انتشار تجول السيارات المحملة بأسطوانات الغاز داخل أحياء جدة، والتي لا تحمل أيا من أدوات السلامة، وغالبيتها قديمة ومحملة بالأسطوانات المملوءة بالغاز التى يجلس وسطها وفوقها شخص بملابس رثة وغير نظيفة، وهو من العمالة الوافدة، وبيده أداة كبيرة من الحديد يستخدمها في فتح أنابيب الغاز، وخلال المرور أمام البيوت يستخدمها في طرق الأسطوانات بكل ما يملك من قوة، فتُحدث صوتا قويا مزعجا يتسبب في إيقاظ النائمين، خاصة الشيوخ والأطفال. وعندما يطلب أحد السكان منه أسطوانة، فإنه يقفز من السيارة، حاملا الأسطوانة على كتفه باتجاه باب العمارة. وعند استخدامه المصعد، فإنه قد يتسبب في إحداث بعض الأضرار به، مما يُحمل صاحب العمارة المال الكثير لإصلاحه. كل هذا يعطي صورة غير حضارية وغير آمنة، والحل هو إيقاف هذا المنظر غير اللائق أمام المواطن، والسائح بصفة خاصة، وبيع الأسطوانات في ماكينات بيع ذاتية الخدمة أو في أقفاص، وتحديد أماكن الأسطوانات الفارغة والمعبأة، وتوفير عربات صغيرة لنقل الغاز، وتأمين الأسطوانات المعبأة بواسطة مواد مقاومة للحريق.

ومن السلبيات التي يجب القضاء عليها أيضا بيع المساويك والحلويات من قِبل العمالة الوافدة عند الإشارات، علما بأن ما يتم بيعه ضار لصحة الإنسان، وكذلك التسول عند المساجد، وما زلنا نتذكر أنه في 30 أبريل من العام الماضي عثر الأمن السعودي على 110 آلاف ريال (نحو ٣٠ ألف دولار أمريكي) بحوزة متسول أمام أحد المساجد في محافظة جدة، وللأسف كان من إحدى الدول المجاورة.

أخيرا.. أتمنى من الله -العلي القدير- أن يحفظ بلدنا من كل مكروه، ويديم الأمن والأمان علينا في ظل حكومتنا الرشيدة.. إنه مجيب الدعاء.