منذ تأسيس هذا الوطن الغالي على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحتى عصرنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، ونحن نعيش في مملكة الخير والأخوة والوفاء والسلام، مملكة احتضنت فوق أراضيها وتحت سمائها، أبناء وبنات مجتمع فضيل تنتشر فيهم جميع صور وأشكال القيم الأصيلة والرحمة وروعة فضائل الأخلاق، والعطاء والإيثار والتعاون والكرم، تجد هذا المجتمع بأبنائه وبناته المخلصين دائما ما يحلقون في سماء مجد الإبداع ويبحرون في بحور العلم والمعرفة، إنه مجتمع فريد يوصف بمجتمع الجسد الواحد الصادق في ولائه، المخلص لقيادته الوفي لوطنه، والمتعاون في سلوكياته والمترابط في أفكاره، يسهم نتاج أفراد هذا المجتمع بشكل كبير في استمرارية تدفق أنهار أعمال الخير ولديهم شغف متكرر في العمل بصمت داخل دائرة صنائع المعروف، من هذا المنطلق وفي ظل وجود التقنيات الحديثة وخاصة في جوانب التطبيقات الذكية، أجدها فرصة ذهبية في دعوة جميع أفراد المجتمع والقطاعات الحكومية والخاصة والقطاع الثالث كافة في التفكير الاستراتيجي والتفكير بعمق والإطالة في هذا النوع من التفكير، كما قيل التفكير من خارج الصندوق، حيال إيجاد أفكار ومقترحات ومبادرات إبداعية ملهمة ومتميزة وبناءة تعزز من جودة كفاءة جميع ما يخدم هذا الوطن المبارك ومن أعمال الخير ومن صور صنائع المعروف، من خلال اكتشاف وتقديم طرق إبداعية تقنية أو غير تقنية بشرط أن تكون جديدة، إضافة إلى ما هو موجود حاليا من أعمال وإجراءات وخدمات رقمية وتطبيقات ذكية، ذات أهداف وطنية ومجتمعية راقية وناجحة، لكن قبل البحث عن إيجاد الحلول لا بد من البحث وفق المناهج العلمية عن كافة الموضوعات أو المشكلات وتصنيفها حسب أهميتها، ومن ثم حصرها ودراستها وتحليلها ومناقشتها، حتى يتم التوصل إلى استنتاجات وتوصيات يتم على ضوئها وضع الحلول والمقترحات والمبادرات الإبداعية التي تعالج بنجاح هذه الموضوعات أو المشكلات، على سبيل المثال من الموضوعات التي بحاجة إلى دراسة وحلول ما ورد في تقرير صحفي نشر في جريدة «الوطن» في تحقيق صحفي نشر في تاريخ 10 سبتمبر 2021م بما نصه «وذكرت الوزارة -وزارة البيئة والمياه والزراعة- أن كمية الهدر الغذائي سنويا في المملكة حوالي 4.066 ملايين طن، وبلغت نسبة الفقد والهدر الغذائي في المملكة أكثر من 33%، وقاربت القيمة الإجمالية للهدر في بند الاستهلاك الإنفاقي في المملكة الـ40 مليارا و480 مليون ريال سنويا»، مثل هذا الموضوع المهم يجب دراسته دراسة متعمقة من قبل الجهات المعنية وبمشاركة مراكز الدراسات والأبحاث المختصة أو الأفراد أو القطاع الثالث، لإيجاد حلول تعالج مثل هذه الظاهرة التي بالتأكيد لها آثارها الاقتصادية، وكيف يمكن أن نجد حلولا ملائمة وممكنة وفاعلة ومقبولة، ولو تعمقنا أكثر في البحث عن مشكلات أو قضايا تهم الوطن لوجدنا الكثير منها على سبيل المثال الحوادث المرورية والبطالة وحالات الطلاق والخلع ومشكلات التدخين وتعاطي المخدرات، وهدر الطاقة والمياه وغيرها، هذه المقالة القصد منها التمعن وإطلاق الخيال الواسع بين جميع أفراد المجتمع ومراكز الدراسات وغيرها للبحث الجاد عن أهم وأبرز الموضوعات والمشكلات التي تهم الوطن وتهم المجتمع، ومن ثم المساهمة الفاعلة بقدر الاستطاعة في جدارة العمل على إيجاد الطرق والوسائل الناجحة التي هدفها الأول والأخير خدمة الوطن والإسهام في خدمة الفرد والأسرة والمجتمع في ظل جودة الحياة التي هي من مستهدفات رؤية سمو ولي العهد يحفظه الله، قد يملك الكثير منا أفكارًا إبداعية ملهمة وحلولا واقعية عملية جديدة للكثير من القضايا والمشكلات، ولكنه لم يجد الوقت المناسب أو من يشجعه أو يحثه على المشاركة والإسراع في تقديم ما لديه من أفكار إبداعية وطنية مجتمعية للجهات المعنية، ولكن هذه المقالة تدعو بصوت مسموع الجميع للتفاعل بحس وطني والمساهمة بكل واقعية ومصداقية في تقديم المقترحات والملاحظات والمساهمة في مسيرة تنمية الوطن وشرف الدفاع عنه بقدر الاستطاعة دون كلل أو ملل.