لم ينس المواطن السعودي محمد بن علي آل مزهر، كيف غيّر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، حياته في لحظة وبدّلها من حزن إلى فرح. وأصر على أن يروي عبر صفحات "الوطن" ما حصل معه في موقف إنساني لسلطان الخير، فزارها وقال: قبل 10 سنوات كان الحزن يكسو حياتي بعد وفاة ابني النقيب طيار سعد وزميله الملازم أول محمد السبيعي جراء تحطم طائرتهما (من طراز تورنيدو) في المنطقة الشرقية. حينها وصلتني برقية مواساة من سموه يقول فيها: نحن آباؤهما وآباء أبنائهما.

وأضاف: بعدها بأيام قليلة زار الأمير سلطان المنطقة الجنوبية، فذهبت إليه في القاعدة الجوية بالصحن، ودخلت عليه وأنا في حال لا يعلمها إلا الله، فاستقبلني بحفاوة وتكريم ومواساة في فقد ابني، قائلاً: ابنك ما مات، ابنك ابننا ونحن عيالك وطلبك مقضي. عندها طلبت منه قبول ابني الثاني أحمد في كلية الملك عبدالعزيز الحربية، فأمر رحمه الله بقبوله فوراً. وتابع: خرجت من عنده وتغير سواد وجهي واكتئابي إلى بشاشة وابتسامة، ومن حزن إلى فرح.

وختم حديثه بالدعاء للأمير الراحل بأن يفرج الله عنه في آخرته كما فرج في حياته عن المعسرين واليتامى والفقراء والمرضى والمكلومين ويسكنه فسيح جناته.

وقال: نحمد الله بأن عوضنا عنه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ليملأ هذا الفراغ الكبير، فهو خير خلف لخير سلف نسأل الله العظيم أن يعينه.