سيطر القلق على دول الوساطة بسبب تبعات الأزمة في السودان، خاصة بعد توسع الحرب واتخاذها منحى عرقيًا، كما كشفت دول الوساطة على أنها قررت بذل جهود مكثفة لعقد لقاء مباشر بين أطراف الأزمة السودانية.

وأصدرت منظمة «إيغاد»، التي تقود اللجنة الرباعية للوساطة في السودان، بيانها الختامي بشأن الأزمة، وأكدت فيه أن مبادرة الدول المشاركة في الوساطة تهدف إلى دعم مسار وقف إطلاق النار والوصول لحل سياسي، وحثت طرفي الصراع على وقف فوري لإطلاق نار غير مشروط، مؤكدة أن اجتماع قمة إيغاد يشارك الأهداف التي يسرتها السعودية والولايات المتحدة للوصول إلى حل سياسي.

تنسيق فوري


وأضاف البيان أن اللجنة قررت «حشد جهود جميع الأطراف المعنية من أجل عقد لقاء مباشر بين قادة الأطراف المتحاربة»، مشيرًا إلى أن منظمة «إيغاد» ستبدأ على الفور وبالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي عملية تواصل بهدف تحقيق ذلك.

وكانت العاصمة الإثيوبية احتضنت، قمة إيغاد لبحث الأزمة السودانية، وكان من المقرر أن يشارك في القمة وفدان عن الجيش السوداني والدعم السريع اللذَيْن دعتهما وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إلى إنهاء القتال على الفور والعودة إلى الثكنات،

وجددت الولايات المتحدة نداءها لدول المنطقة لمنع أي تدخل خارجي ودعم عسكري، مشيرة إلى أن ذلك لن يؤدي إلا لتكثيف الصراع وإطالة أمده. جدية المشاركة

وأكدت وزارة الخارجية السودانية أن وصول وفد الحكومة إلى أديس أبابا يؤكد جديتها في المشاركة باجتماع لجنة إيغاد، وشددت على أن مقاطعة اجتماع لجنة إيغاد الرباعية يأتي بسبب عدم تغيير رئاسة كينيا رغم مطالبة الحكومة السودانية ومجلس السيادة السوداني بذلك قبل أكثر من شهر.

وقالت الخارجية السودانية إن مطالبها بتغيير رئاسة كينيا للجنة لم يتم تنفيذها حتى اللحظة، مشيرة إلى أن الرئيس الكيني وليام روتو لم يكن محايدًا في الأزمة القائمة.

وأضاف البيان «للأسف اتضح أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علمًا بأن الحكومة طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة الرئيس ويليام روتو رئيس كينيا للجنة.. لكـن لـم تتم الاستجابة لوفدنا حتى لحظة صدور هذا البيان».

حرب أهلية

وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من أن السودان «على حافة حرب أهلية شاملة» قد تزعزع استقرار المنطقة برمتها.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن «الحرب المستمرة بين القوات المسلحة دفعت السودان إلى حافة حرب أهلية شاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بكاملها»، حسب ما أفاد نائب المتحدث باسمه فرحان حق في بيان.

وأعرب غوتيريش، حسب بيان المتحدث عن «قلقه إزاء تقارير عن تجدد القتال في ولايات شمال كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق»، منددًا بـ«تجاهل تام للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان»، وجدّد دعوته إلى وقف القتال و«التزام وقف دائم للأعمال العدائية».

السودان: يشهد منذ 15 أبريل معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. أدى النزاع إلى أكثر من 2800 قتيل، ونزوح أكثر من 2.8 مليون شخص لجأ من بينهم أكثر من 600 ألف إلى دول مجاورة. تتركز المعارك في العاصمة الخرطوم ومناطق قريبة منها، إضافة إلى إقليم دارفور.