بعد مضي ثلاثة أسابيع من نشوب حريق في 14 حيازة زراعية في بلدة «غمسي» في مدينة العمران التابعة للأحساء، دخلت مؤخرا الأعمال التنفيذية للمبادرات «المجتمعية»، التي أطلقها فاعلو الخير، لتعويض المتضررين، حيز التنفيذ والبدء الفعلي فيها، ومن المقرر البدء في أعمال «التشجير» خلال شهر سبتمبر المقبل، وهي الفترة الأكثر ملاءمة لأعمال الزراعة والتشجير في الأحساء.

معدات تنقيط حديثة

تركزت تلك المبادرات في التعويضات «العينية»، التي تشمل: تأمين فسائل نخيل بديلة لأشجار النخيل المتضررة، وأشجار ليمون وتين، ومعدات تنقيط «حديثة»، وتركيب وصيانة أنابيب الري، ومضخات مياه، بالإضافة إلى المساهمة في تعويضهم بكميات «تمور» بديلة للمحصول الزراعي من التمور «المتضررة»، وتسليمها لملاك الحيازات الزراعية، علاوة على تأمين مكائن خياطة «متطورة» لأسر ملاك الحيازات، وأقمشة، للاستفادة منها، في الكسب المادي في أعمال الخياطة، كإهداء من أحد فاعلي الخير.




حاويات مخلفات

وكانت جهات الاختصاص في وكالة الخدمات في بلدية العمران التابعة لأمانة الأحساء، وفّرت حاويات ومعدات لإزالة المخلفات الناتجة عن الحريق، ويجري العمل حاليًا على استكمال أعمال النظافة في كل المواقع المتضررة، بالإضافة إلى المبادرات الفردية من رجال الأعمال، وفاعلي الخير، وملاك الحيازات الزراعية، التي تضمنت وقوفهم مع المتضررين بتأمين فسائل نخيل وأشجار بأعداد متفرقة ما بين 50 فسيلة نخيل وشجرة إلى 300 فسيلة نخيل وشجرة.

تقييم الأضرار

وأشار فاعل خير لـ«الوطن» أمس، إلى تواصله مع بعض ملاك الحيازات الزراعية، والبدء الفعلي في تشكيل فريق عمل يضم مجموعة من المهندسين والفنيين الزراعيين للوقوف الميداني على مواقع الحيازات الزراعية المتضررة، لتقييم وحصر الأضرار، وتقدير الاحتياجات، تمهيدًا للبدء في تجهيز الأراضي، وتأمين الفسائل والأشجار وأنظمة الري «المواسير» التي تناسب كل مالك للحيازة الزراعية، وتكفله بالقيمة الشرائية والتركيب.



أجود النخيل

وأكد فاعل خير آخر لـ«الوطن» أنه أتاح الخيار لجميع ملاك الحيازات الزراعية المتضررة إلى زيارته في مزرعته، لاختيار أجواد أنواع أشجار النخيل «المثمرة»، من أصناف الخلاص والشيشي والرزيز، والعمل على مساعدتهم في نقلها إلى حيازاتهم الزراعية، وغرسها، بما يضمن إعمار حيازاتهم بأجود النخيل، لإنتاج محاصيل زراعية بجودة عالية. يذكر أن البيانات التقديرية الأولية لحصر الأضرار، تشير إلى أن حيازتين زراعيتين، تضررتا بشكل كامل بنسبة 100%، والحيازات الزراعية الأخرى، تراوحت نسبة الأضرار فيها ما بين 20% إلى 50% من مساحات ومحتويات كل حيازة متضررة. وتولت فرق الدفاع المدني في إخماد النيران، دون تسجيل أي أضرار بشرية، وأتت ألسنة النيران على مئات أشجار النخيل والليمون والتين في تلك الحيازات.