في وقت بدأ فيه مقاتلو مجموعة «فاجنر» الروسية، التي يتزعمها يفجيني بريجوجين، الاستعداد للانتقال إلى بيلاروسيا بموجب شروط اتفاق نزع فتيل تمردهم ضد القيادة العسكرية الروسية، ما زال المراقبون يتحدثون عن الشرخ الذي أحدثه انقلاب المجموعة، وكشف أن روسيا كانت على شفا حرب أهلية، خصوصا مع انقسام المناطق الروسية بين الرئيس بوتين وبريجوجين.

وقد أعلنت المجموعة تمردها بين 23 و24 يونيو الماضي، واستولت لفترة وجيزة على مدينة في جنوب روسيا، وتوجهت نحو موسكو.

هزة قوية

مضى نحو 3 أسابيع منذ إحباط زحف «فاغنر» نحو موسكو. لكن الكرملين ما زال تحت تأثير هزة التمرد والتحدي العلني الذي أعلنته المجموعة لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت مجموعة من التقارير، وكذلك مقالة لصحيفة «ذا تلجراف»، إلى أن وزارة الداخلية الروسية أجرت تحقيقا أوليا، لمعرفة مستويات الدعم العام الذي تلقاه بريجوجين، والذي تم قياسه من خلال مراقبة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وعمليات البحث على الإنترنت التي قام بها الروس العاديون، كاشفة أن 17 من أصل 46 منطقة روسية انحازت إلى بريجوجين، مقابل حصول بوتين على دعم من 21 منطقة، وبقيت 8 مناطق منقسمة. بينما بلغ الدعم العام لبريجوجين في جمهورية داغستان نحو 97 %.

تهديد جدي

يثير تأخر انتقال المجموعة وقائدها بريجوجين إلى بيلاروسيا كثيرا من الأقاويل حول ما إن كان التمرد الذي أحبط مجرد محاولة أولى، وأن ضربته القاصمة لا تزال واردة، ولكن لم يحن وقتها.

وأشار مقال صحيفة «ذا تلجراف» إلى أن التمرد لم يكشف أن بوتين فقط في موقف محفوف بالمخاطر، بل البلد كله قد يكون على حافة حرب أهلية، خصوصا أنه، حسب المقال، يمتلك تاريخا من الانقلابات الفاشلة التي أدت إلى اضطرابات سياسية.

«فاجنر» في الضوء

بينما يبدو مستقبل «فاجنر» محفوفا بالغموض، فإن واقع ممتلكاتها، وكذلك مصادر تمويلها، تبدو أشد غموضا. ولعل حملة المداهمات التي نفذتها الأجهزة الأمنية الروسية على شركات ومنازل تتبع قادة الشركة، وعثورها على أسلحة وأموال طائلة وسبائك ذهب في قصر بريجوجين بسان بطرسبرج الروسية، أفسح المجال لمزيد من التكهنات بشأن موارد المجموعة.

فقد ذكر موقع «سكاي نيوز عربية»، نقلا عن محللين، أن للمجموعة عوائد مالية واسعة تتوزع بين عدة قارات، مصدرها عدة مجالات مثل المناجم الطبيعية. بينما لفت برنامج في التليفزيون الرسمي الروسي إلى أن «فاجنر» تلقت 858 مليار روبل (8.8 مليارات يورو) من المال العام، وأن مصروفاتها الشهرية حسب تقدير الاستخبارات العسكرية الروسية تبلغ 100 مليون دولار شهريا.

سيطرة كبيرة

تمارس «فاجنر» جملة من الأنشطة في أماكن كثيرة في العالم. ففي إفريقيا وآسيا، حققت خلال العامين الماضيين نحو ملياري دولار. وتسيطر المجموعة على أكثر من 100 شركة ومنصة وكيان اقتصادي، منها شركة «كونكورد» القابضة الرئيسية، بالإضافة إلى أكثر من 6 شركات تعدين، وكذلك شركات توريد وخدمات لوجستية.

كما تملك «فاجنر» شبكة شركات عاملة في التعدين وحراسة حقول النفط والخدمات الأمنية، ومجموعة من الشركات التجارية التي تدرّ مئات الملايين من الدولارات شهريا.

دفع نقدي

تعمل مئات الشركات في روسيا تحت مظلة المجموعة، وتدفع رواتب عمالها نقدا.

وتعتمد «فاجنر» على التهريب والتحويلات غير المشروعة، واللافت أن بريجوجين نقل بعض ممتلكاته إلى عدد من موظفيه خلال الأسابيع التي سبقت التمرد، حتى يتملص من الملاحقة المالية.



أنشطة تجارية وشركات لـ«فاجنر»

المناجم الطبيعية شركة «كونكورد» القابضة الرئيسة

شركات تعدين

شركات توريد وخدمات لوجستية

شركات حراسة حقول النفط شركات خدمات أمنية



46 منطقة في روسيا انقسمت بين بوتين وبريجوجين

21 منطقة دعمت بوتين

8 مناطق بقيت منقسمة بين الطرفين

100 مليون دولار المصروفات الشهرية لـ«فاجنر»

100 شركة ومنصة وكيان اقتصادي تسيطر عليها «فاجنر»

2 مليار دولار حصدتها «فاجنر» من أنشطتها في إفريقيا وآسيا خلال العامين الماضيين

6 شركات تعدين من بين شركات «فاجنر»