إن تعاقب الليل والنهار آية عظيمة من آيات الله في كونه العظيم.. فبعد التعب والكدح في النهار يأتي الليل سكنًا وراحة لتلك الجوارح والأبدان.

قال تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ *).

إن المتأمل في كتاب الله وآياته بقلب وعقل سليم على الفطرة الربانية يدرك معنى هذه الآية.

فالله جعل النهار معاشًا والليل لباسًا، ولَك أن تتخيل وتتأمل في أقرب المخلوقات حسًا للإنسان ألا وهي الطيور فتراها تغدوا مبكرًا تبحث عن رزقها وتعود قبيل الغروب لتسكن وتهجع، إن هذه هي الحياة الحقيقية، التي ما إن يختل ترتيبها إلا ويختل بها توازن البيئة أجمع، فلا إنجاز ولا بركة!

وقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية أن السهر والعمل في ساعات الليل والنوم في ساعات النهار له آثار سلبية على صحة الجهاز العصبي وكذلك الجهاز الدوري الدموي.

قال تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ) وقال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).

فالعاقل الفطن يدرك بركة ساعته ويومه بأن يكون على هذا النهج وهذا التعاقب العظيم حتى يفوز في دنياه وآخرته فلا تقلبوا آية الله الكونية فتكونوا من الخاسرين.