اتخذت أوكرانيا مؤخرا وضعية المهاجم بدلا من الدفاع بشكل يكشف فعالية الأسلحة والمعدات التي أمدها الغرب، وهو من شأنه أن يغير مسار الهجوم المضاد الذي تباطأ في بدايته، حيث ضربت طائرة مسيرة أوكرانية مستودع ذخيرة في وسط شبه جزيرة القرم، مما أدى إلى انفجار، وقال سيرجي أكسيونوف، رئيس الإقليم الذي عينه الكرملين، في رسالة على Telegram، إنه لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات، لكن السلطات كانت تقوم بإجلاء المدنيين في نطاق خمسة كيلومترات (نصف قطر) من موقع الانفجار.

وأكد الجيش الأوكراني أنه شن الضربة بطائرة دون طيار، مدعيا من خلال خدمته الصحفية أنه دمر مستودعا للنفط ومخازن أسلحة روسية في منطقة كراسنوهفارديسك، على الرغم من عدم تحديد الأسلحة المستخدمة.

تأتي الضربة الأوكرانية بعد أقل من أسبوع من غارة قامت بها على جسر كيرتش الحاسم الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.

تغييرات الجبهة

كما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من الاستنتاجات المبكرة بشأن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، متوقعًا حدوث تغييرات على الجبهة.

وأوضح أنه يعتقد أن مشهد الهجوم المضاد سيتغير مع المعدات التي قُدمت لكييف وانتشار كل القوات الأوكرانية التي تم تدريبها في الأشهر الماضية.

فيما لفت إلى أن الولايات المتحدة «قالت منذ البداية إن الأمر سيكون صعبًا».

إلا أنه أردف: «قال الكثير من الناس إن الروس أعدوا خطوط دفاع جادة ومحصنة. غير أن الأوكرانيين يخترقونها الآن».

دوي الانفجارات

ونشرت قناة إخبارية محلية مقرها في وسط شبه جزيرة القرم مقاطع فيديو تظهر أعمدة من الدخان تلوح في الأفق فوق أسطح المنازل والحقول بالقرب من أوكتيابرسكي، وهي مستوطنة صغيرة بجوار مستودع نفط ومطار عسكري صغير، وفي أحد مقاطع الفيديو، سُمع صوت رجل يقول إن أصوات الدخان والانفجار قادمة من اتجاه المطار.

وجاء الانفجار في كراسنوهفارديسكي بعد أقل من أسبوع من غارة أوكرانية على جسر كيرتش الحاسم الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، مما أسفر عن مقتل شخصين وترك جزء من الطريق معلقًا بشكل خطير.

وقد أنهت موسكو في نفس اليوم مشاركتها في اتفاق زمن الحرب سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وقصفت فيما بعد الموانئ البحرية الأوكرانية بطائرات دون طيار وصواريخ بعد أن تعهدت بـ «الانتقام» للهجوم على الجسر، وهو طريق إمداد رئيسي للقوات الروسية في أوكرانيا.

مناطق تدريب

وفي يوم سابق اندلع حريق داخل مناطق تدريب عسكرية في شرق شبه جزيرة القرم مما أجبر على إجلاء أكثر من 2000 شخص وإغلاق طريق سريع قريب، بحسب أكسيونوف. ولم توضح موسكو ولا السلطات المحلية التي عينها الكرملين أسباب الحريق، ولم تعلق أوكرانيا.

وأعلنت الشركة الروسية المشغلة لجسر كيرتش، أنها أوقفت مؤقتًا جميع حركة المرور عبره، دون إبداء الأسباب. وسُمح لاحقًا لحركة المرور باستئناف العبور.

ونجحت أوكرانيا في ضرب الجسر في (أكتوبر) الماضي، عندما فجرت شاحنة مفخخة قسمين من أقسامه وتطلبت شهورًا من الإصلاح. وشجبت موسكو هذا الهجوم ووصفته بأنه عمل إرهابي وردت بقصف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، واستهداف شبكة الكهرباء في البلاد خلال فصل الشتاء.

ويعد جسر كيرتش رمزا واضحا لمطالبات موسكو بشبه جزيرة القرم ووصلة أرضية أساسية لشبه الجزيرة، والتي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014.

الجسر الذي تبلغ تكلفته 3.6 مليارات دولار هو الأطول في أوروبا وهو حاسم للعمليات العسكرية الروسية في جنوب أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ 17 شهرًا تقريبًا.



قتال عنيف

وقال مسؤولون أوكرانيون إنه مع استمرار القتال العنيف في محاولة أوكرانيا لاستعادة الأراضي من روسيا، أسفر القصف الروسي عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة أربعة آخرين يوم السبت. لقيت امرأة تبلغ من العمر 52 عامًا حتفها في بلدة كوبيانسك شمال شرق منطقة خاركيف، فيما قتل شخص آخر في هجوم روسي عبر الحدود على قرية في مقاطعة سومي المجاورة.

في وقت سابق، أفاد مسؤولون أوكرانيون أن الهجمات الروسية على 11 منطقة في جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة والليل أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل وإصابة آخرين.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة من الصحفيين الروس تعرضت لقصف مدفعي في منطقة زابوريجيه الجنوبية. وقالت الوزارة في بيان على الإنترنت إن أربعة مراسلين لوسائل إعلام موالية للكرملين أصيبوا، فيما توفي صحفي من وكالة الإعلام الروسية الحكومية متأثرا بجراحه.

وبينت القوات الجوية الأوكرانية، السبت، أنها أسقطت خلال الليل 14 طائرة مسيرة روسية، بينها خمس طائرات، فوق جنوب شرق البلاد، حيث تدور المعارك. في تحديث منتظم لوسائل التواصل الاجتماعي، قال سلاح الجو إن جميع الطائرات المسيرة لتي أطلقتها القوات الروسية أثناء الليل قد أسقطت، في إشارة إلى معدل نجاح أوكرانيا المتزايد في تحييدها.



جسر كيرتش

- يعد رمزا واضحا لمطالبات موسكو بشبه جزيرة القرم ووصلة أرضية أساسية لشبه الجزيرة، والتي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014.

- تبلغ تكلفته 3.6 مليارات دولار هو الأطول في أوروبا وهو حاسم للعمليات العسكرية الروسية في جنوب أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ 17 شهرًا تقريبًا.