هذا عرض لكتاب تفوح منه رائحة المطبعة خرج في مايو 2012م للخبير براين تريسي BrianTracy بعنوان "قبِّل تلك الضفدعة" وهو تعبير استعاري استوحاه من قضية مشهورة بعنوان "الضفدعة والأميرة". والكتاب يحتوي على 12 طريقة فاعلة لتحويل السلبيات لإيجابيات لنحقق رغباتنا ونتغلب على مخاوفنا. وبدأ تريسي في مقدمة الكتاب بالقول إنه يفترض إننا في الحياة نقوم بأعمال إيجابية ونمارس تجارب السعادة والفرح ونتمتع بعلاقات مميزة مع من حولنا ونكون بصحة جيدة ونرتقي مع مرور الزمن ثم تكون لنا إنجازات.. وإذا كنا نريد أن نعرف أسباب نجاحنا أو فشلنا.. سعادتنا أو تعاستنا.. مكاسبنا أو خسارتنا يجب أن ننظر إلى أقرب مرآة حولنا.. نوع التفكير حول ما نراه في المرآة يقرر بشكل قاطع نوع الحياة التي نعيشها.. وإذا قمنا بتغيير تفكيرنا حول أنفسنا فإننا نقوم فوراً بتغيير حياتنا.. وكما يقول شكسبير : ليس هناك شيء سيئ وشيء جميل لكن تفكيرنا من يحدد ذلك". ويقول المؤلف إن لدينا جميعا حاجزا يمنعنا من أن نكون سعداء وأصحاء وفرحين وننظر إلى الغد بتفاؤل وتوقع للأفضل.
في الفصل الأول يحدد المؤلف سبع حقائق حول أنفسنا:
الأولى: أننا جميعاً متميزون ولنا قيمة في الحياة وليس هناك أحد أفضل من أحد أو فرد متفوق على فرد.. فقط عندما تشكك في ما هو جيد لديك ومقدار قيمته ستبدأ في إثارة الأسئلة حول نفسك. وأن عدم قدرتك في تقبل فكرة أنك متميز تكمن في جذور الانفصال بينك وبين فهم ذاتك.
الثانية : إننا جميعاً مهمون:
أنت مهم لأسباب عديدة.. أولا، أنت مهم بالنسبة لنفسك والعالم الذي يدور من حولك كفرد تعيش فيه وتعطي معنى لكل ما ترى أو تسمع.. أنت مهم لوالديك ولعائلتك ولأبنائك ولمجتمعك.. أنت مهم لعملك.. لكن المهم هو أنه بمقدار شعورك بأهميتك يكون لك ثقل.السعداء والناجحون يشعرون بقيمتهم وأهميتهم ويتصرفون على هذا الأساس، وغير السعداء محبطون ويشعرون بعدم أهميتهم وقيمتهم.. وهم بدون شك مخطئون لكن المشكلة أنهم يتصرفون على هذا الأساس.
الثالثة: لدينا قدرات وإمكانيات غير محدودة لجعل حياتنا وعالمنا في حالة تميز.. ويقول المؤلف إنه لو كان لنا مائة حياة لما استهلكنا كل ما لدينا من إمكانيات.. وكل ما تنجزه هو فقط تلميح لما هو ممكن لك.. وكلما زاد جهدك واستخدامك لعقلك كل ما كان هناك احتمالية للمزيد من العطاء والإنجاز.. والأمر يعود لإيمانك بقدراتك غير المحدودة.
الرابعة: تخلق عالمك بجميع جوانبه بطريقة تفكيرك وعمق قناعاتك: الحقيقة أن كل سلبية أو قناعة بمحدودية الإمكانيات عن الفرد ليست مبنية على حقائق أو واقع..إنه وهم.
ويقول المؤلف إنك عندما تبدأ في التشكيك في إيمانك بمحدودية ما يمكن أن تنجزه فإنك في الطريق الصحيح نحو تغيير حياتك إلى الأفضل.
الخامسة: حرية اختيار محتوى أفكار واتجاهات حياتنا:
الفكر مثل الحديقة إذا لم تملأه بالأفكار الناضجة ستمتلئ بالطحالب ولهذا إذا لم يتم ملؤه بالأفكار الإيجابية سيمتلئ بالأفكار السلبية..
هذه الاستعارة البسيطة تمثل حقيقة عقولنا..
السادسة: نحن لنا قدر يجب أن نؤمن به ووضعنا في الحياة لنعمل أشياء تنفع الكون وتطوره وتضمن استمراره كما هي سنة الله.
السابعة: ليس هناك حدود للإنجاز ولا لما يمكننا عمله.
وكما يقول شكسبير "الماضي هو مقدمة" كل ما حصل في الماضي هو استعداد لحياة مدهشة في مستقبلك.. ويتحدث المؤلف عنه بشكل استعاري عن قصة الضفدعة الني تحولت إلى كائن إيجابي بفعل نظرتنا الإيجابية إليها، ثم يمضي في شرح الاثنتي عشرة طريقة التي تحول السلبيات إلى الإيجابيات في حياتنا وأعمالنا.
الأولى: حدد بالضبط الضفدعة في حياتك: حدد الناس السلبيين والمواقف السلبية والذكريات المؤلمة التي تعيق نجاحك وتبقيك في مستنقع الإحباط والمشاعر السلبية.
الثانية: اعرف واقبل فكرة أنك امرؤ جيد بالكامل بقدرات كبيرة تمكنك من أن تعيش حياة غير عادية.
الثالثة: قرر اليوم مواجهة أي موقف سلبي في حياتك وتخلص منه إلى غير رجعة.
الرابعة: حدد العوامل التي تسبب لك المشاعر السلبية، وخاصة الغضب، وابدأ بتغيير تفكيرك في كل عامل من تلك العوامل وكرر عبارة "أنا مسؤول" باستمرار حتى تكون جزءاً من المسؤولية بشكل دائم.
الخامسة: ارفض انتقاد أو شجب أو تحميل المسؤولية لأي إنسان أياً من إخفاقاتك.. وبالمقابل تحمل كامل المسؤولية لما أنت فيه وما ستؤول إليه.
السادسة: اقبل نفسك بدون شروط accept yourself unconditionally وقم ببناء وزيادة احترام ذاتك وكرر عبارة "أنا أحب نفسي".
السابعة: قرر بالضبط ماذا تريد في الحياة.. وفكر فيما تريد وتحدث عنه بشكل متكرر.. واشغل نفسك بالعمل على إنجاز شيء مهم لك حتى لا يكون لديك وقت في التفكير في شيء يحبطك.
الثامنة: حرر نفسك من الشعور بالذنب برفضك الأفكار التي تتلاعب بفكرك وأوقف استخدام تلك الأفكار مع الآخرين.
التاسعة: انظر إلى الجانب الإيجابي في كل مشكلة تتعرض لها أو صعوبة تواجهها أو كراهية تقابلها. ستجد دائماً أن هناك جانبا إيجابيا يفيدك في كل موقف صعب تتعرض له.
العاشرة: هناك درس تتعلمه من كل إخفاق أو صعوبة.. اجتهد في استخراج ذلك الدرس من أي مشكلة تواجهها. وكل كراهية تتعامل معها.
الحادية عشرة: عامل كل من تقابله كأنه أهم من سارت قدمه على الأرض.. وأجمل من رأيت في الكون.
الثانية عشرة: طبق سبعة المفاتيح التي تحدثنا عنها سابقاً لتصبح إنسانا إيجابيا.. وأطلق كامل طاقاتك لتكون كل شيء قادر أن تكونه.
وخلاصة القول، هذا الكتاب يتحدث عن موضوع مهم وهو " الإيجابية " بشكلها العام ..
الإيجابية نحو الذات.. والآخرين والأشياء الإيجابية في التعامل في النظرة للحياة..انتهت مساحة المقال.