تكملة لمقال الأسبوع الماضي، وكما بينا أن العديد من السياسيين الأوروبيين يحملون نظرة عنصرية للعرب وخصوصا الخليج، وهذا راجع إلى نظرة فوقية مقيتة، أي كيف لهؤلاء البدو أن ينعموا بالنمو والاستقرار ويوفروا لشعوبهم الرفاهية، بينما الأوروبيون رغم حضارتهم وتعليمهم أصبحوا بهذا الضعف الاقتصادي والعسكري والذي ظهر جليا في الحرب الروسية الأوكرانية، والآن نكمل بعض الأمثلة لسياسيين أوروبيين ورغم ما يتشدقون به من حقوق إنسان ويتظاهرون به من تسامح، إلا أن نظرتهم الحقيقية سوداوية عنصرية مقيتة.

في دولة معروف عنها مستوى التعليم الممتاز مثل فنلندا يصف وزير الشؤون الاقتصادية ويل ريدمان (أن العرب مثل القرود، قرود الصحراء!).

أما عن المحجبات فإنه يطالب بحظر دخول المحجبات للدولة بدلا من حظر الحجاب!

بعد كل هذه الفضائح العنصرية المقيتة يرد كبيرهم رئيس وزراء فنلندا بأنه لا يتفق مع كلام الوزير لكن ما ذكر أنه «راح يسوي له شي ولا راح يتخذ إجراء بحقه!».

تصور لو الوزير هذا تكلم عن المثليين! كانت خربت الدنيا وطرده من الوزارة خلال ساعات!

أوروبا حاليا في أضعف حالاتها لذلك تشعر بالغيرة، والغيرة عادة تولد الحسد والعنصرية، حتى عند الدول التي تعتبر نفسها مثقفة!

الأرقام الاقتصادية والعسكرية الأوروبية سيئة!

كان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بالسالب 6.2 %-في عام 2020، وهو أسوأ من المتوسط ​​العالمي البالغ %-3.5. هذا يعني أن الاقتصاد الأوروبي انكمش أكثر من الاقتصاد العالمي!

بلغ معدل نمو نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في الاتحاد الأوروبي سالب 7.1%- في عام 2020، وهو أقل من المتوسط ​​العالمي البالغ %-4.4

عسكريا أوروبا ضعيفة للغاية، أنفقت دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون 1.2 %فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع العسكري في عام 2020، وهو أقل من المتوسط ​​العالمي البالغ 2.2%.

وكما ذكرنا سابقا، لولا الله ثم تدخل البريطانيين بدهائهم والأمريكيين بإمكاناتهم لكنا رأينا الجنود الروس يتمشون في وسط برلين!

لسنا نحمل أي نظرة سلبية لأي شعب سواء كان الأوروبيين أو غيرهم، ونؤمن أن البشر خلقوا متساوين، لكن نكره بشدة النفاق والكيل بمكيالين والتظاهر بالنبل وحقوق الإنسان، وهي أشياء فقط من أجل المصالح! حتى قوانين أوروبا مطاطية على حسب المصالح، احتاجوا طاقة رجعوا بقوة للفحم، ورموا كل كلام التغير المناخي خلف ظهورهم! المشكلة ليست هذه فقط بل بعد فترة ربما يأتون ليحاضروا على بقية دول العالم بحقوق الإنسان والتغير المناخي دون أي خجل أو حياء!

يفضل أن تبادر الدول العربية والخليج من الآن أن تذكر السياسيين الأوروبيين بما يفعلونه من نفاق ومعايير مزدوجة، حتى لا يأتي أحدهم لاحقا يتفلسف علينا بالمناخ وحقوق الإنسان والحيوان!