تبع إعلان برنامج الأغذية العالمي عن أزمة تمويلية حادة في عملية الاستجابة الإنسانية، والتي ستجبره على وقف مساعداته عن 7 ملايين شخص في اليمن خلال هذا الشهر، تحذير عدد من الحقوقيين والسلطة المحلية في محافظة مأرب من تدهور أوضاع النازحين، وتعمد عصابات الحوثيين الإرهابية في تزايد حالات وأعداد النازحين وتشتيتهم، وقال مصدر في حديث خاص إن ناقوس الخطر في مأرب يهدد بموجة مجاعة في أوساط النازحين، حيث حذّر مسؤول محلي في المحافظة من كارثة إنسانية وشيكة، بسبب تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية في المحافظة.

ويقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري: «إن الوضع كارثي ومأساوي جدا في محافظة مأرب، التي تؤوي أكثر من 3 ملايين نازح، فروا من البطش والقمع الذي يتعرضون له من قِبل مليشيا الحوثي».

تدهور الأوضاع

وأكد المصدر أن الارتفاع الكبير في أعداد النازحين ومنع الحوثيين لوصول المساعدات أمر يهدد بخطر كبير وسيرفع من مستوى المجاعة وتدهور الأوضاع الصحية فضلا عن أمور أخرى تهدد حياتهم، مطالبا المنظمات الدولية بالإيفاء بالتزاماتها تجاه النازحين والمهاجرين الأفارقة، والمساعدة في تقديم الخدمات الأساسية لهم، وفي مقدمتها الغذاء والإيواء ومياه الشرب، والخدمات الصحية.

غياب المنظمات

وأوضح الزبيري قائلا: «الوضع المعيشي والتدهور المتسارع وغياب المنظمات الدولية وخضوعها للمركز الرئيسي في العاصمة صنعاء، وتحكم مليشيا الحوثي بالمساعدات الإغاثية، التي تذهب معظمها لصالح الحرب، وعناصر المليشيا الذين يقاتلون في الجبهات، بينما النازحون والنساء والأطفال يواجهون حياة ومعيشة قاسية، خصوصا في ظل هذه الأوضاع وغلاء المعيشة».

وأضاف: «لا يوجد، اليوم، أي مخزون إستراتيجي في مأرب، ولا توجد أي تدخلات حقيقية لمواجهة المشكلات الموجودة، سواء في الجانب الغذائي أو الصحي أو التعليمي، أو الإيوائي، وهناك غياب كامل لتدخلات المنظمات، خصوصا بعد الهدنة الأممية».

وأشار إلى أن «المنظمات ترفض أن تذهب إلى المحافظات المحررة، بعيدا عن الخضوع لسلطة مليشيا الحوثي في صنعاء، وتقول إن لديها مكاتب في مأرب، وهم في الحقيقة مجرد موظفين ولا يملكون من الأمر شيئا».

نزوح متزايد

وأكد الزبيري أن «حجم النزوح في محافظة مأرب يتزايد كل يوم، والسلطة المحلية وإن كانت تقوم بجهود كبيرة، إلا أن حجم النزوح يتجاوز قدرات السلطة المحلية والحكومة بشكل عام».

وأضاف: صحيح أن هناك نقصا في التمويل، لكن المشكلة في أن المنظمات - خلال السنوات الماضية - تمارس العبث والتلاعب بالمساعدات الغذائية، لا سيما بحق الفئة الأكثر تضررا، وهم النازحون، الذين كانوا يعيشون في بيوتهم ومزارعهم بأمن واستقرار، وفجأة وجدوا أنفسهم في العراء وفي الصحارى، وفي الخيام المهترئة، وتركوا أطفالهم بدون تعليم وبدون رعاية صحية.

وبيّن:«المنظمات مارست عبثا واسعا بالمساعدات الإنسانية، وقد كشفت في أوقات سابقة تمويلاتها لمليشيا الحوثي، ودعمها لدورات طائفية وسلالية، وطباعتها للكتاب المدرسي، الذي حرّفته المليشيا، الذي يدعو إلى العنف والإرهاب والقتل والاتجار بالبشر».

مأرب:

تحوي أكثر من 3 ملايين نازح

تتوقع قدوم كارثة إنسانية بسبب تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية فيها

مهددة بالمجاعة والفقر بسبب تحكم مليشيا الحوثي بالمساعدات الإغاثية

لا يوجد بها أي مخزون إستراتيجي

حجم النزوح يتزايد فيها كل يوم