تعتبر التنمية المستدامة أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين، حيث تعتمد على تحقيق التوازن بين احتياجات الجيل الحالي من البشر والأجيال القادمة لضمان استدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في آن واحد.

وتشكل التنمية المستدامة تحديًا هائلا للبشرية نظرًا للتحديات المعقدة التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر، فالنمو السكاني المتسارع واستنزاف الموارد الطبيعية وتغير المناخ وتدهور البيئة كلها قضايا تتطلب حلولا مستدامة، وبذلك تهدف التنمية المستدامة إلى تعزيز استخدام الموارد بشكل فعال والحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل.

كما تعتمد التنمية المستدامة على ثلاثة أبعاد رئيسية تشكل المحور الرئيسي لها، حيث إن البيئة والاقتصاد والاجتماع تشكل أبعادُا مهمه، وبالتالي فإن التنمية المستدامة تستهدف البيئة بشكل أساسي لما لها من دور مهم في الحفاظ على الطبيعة وتحقيق التوازن بين استخدام الموارد وقدرتها على التجدد، وبدورها تركز أهدافها على حماية التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء والمياه وإدارة النفايات بشكل فعال والتصدي لتغير المناخ.

ولا شك أن الاقتصاد يلعب دورُا محوريًا هامًا في عملية التنمية المستدامة، حيث يسعى إلى تحقيق النمو الاقتصادي الشامل والمستدام الذي يضمن بدوره تشجيع الابتكار والتكنولوجيا النظيفة وتعزيز الاستدامة المالية والتجارة العادلة وتنمية البنية التحتية المستدامة.

كما يركز الجانب الاجتماعي من التنمية المستدامة على تحسين جودة الحياة للجميع وضمان العدالة الاجتماعية والفرص المتساوية، وتعزيز التعليم والصحة وتوفير فرص العمل اللائقة وتفعيل المشاركة المجتمعيه.

وقد حققت المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا بمسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومنذ ذلك الحين قامت المملكة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ببناء شراكة إستراتيجية من أجل التنمية المستدامة، حيث وضعت المملكة جهود رؤيتها 2030 في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، وتسريع عملية الانتقال الطاقي لتحقيق اهداف الاستدامة والارتقاء بالخدمات وتوجية الموارد لتعزيز التحديات العصرية للطاقة والمناخ للمشاركة في الجهود الرامية لبناء مستقبل مشرق ومستدام.