اختتمت، أمس، فعاليات المؤتمر الدولي «التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها» تحت شعار «تواصل وتكامل»، الذي أقيم في مكة المكرمة برعاية خادم الحرمين الشريفين، وبتنظيم من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومشاركة 150 عالمًا ومفتيًا من 85 دولة حول العالم، قدَّموا بحوثًا علمية في سبع جلسات.

مشيخات العالم

تناول المؤتمر، الذي استمر يومين، سبعة محاور رئيسة، الأول: جهود إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات بالعالم في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز الوحدة الإسلامية، والثاني: التواصل والتكامل بينها.. الواقع والمأمول، والمحور الثالث: جهودها في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، والرابع: الاعتصام بالكتاب والسنة النبوية تأصيلًا وجهوداً، والخامس: الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة النبوية تأصيلاً وجهوداً، والسادس: جهود إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات بالعالم وما في حكمها في مكافحة التطرف والإرهاب، والمحور السابع والأخير: جهودها في حماية المجتمع من الإلحاد والانحلال.

تواصل وتكامل

أصدر المشاركون، في ختام أعمال مؤتمر التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها، عددا من التوصيات، تضمنت تأكيد المزيد من التواصل والتكامل، وتعميق الشراكات في مجال الشؤون الإسلامية بين إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم، بما يحقق وحدة الصف واجتماع الكلمة بين المسلمين. كما اكدوا أن أول لبنةَ في بناء الوحدة الإسلامية هي التوحيد الذي دعا إليه الرسل جميعا، وأن الاعتصام بالكتاب والسنة أصل الدين، وفيهما العصمة من الضلال والانحراف، مع ضرورة التمسك بهما وفق الفهم الصحيح للنجاة من الفتن.

نصوص الشريعة

شدد المشاركون على ضرورة العناية بالفتوى، وضبطها وفق نصوص الشريعة، بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد، وأخذ الفتوى من أهلها، والحذر من الفتاوى الشاذة. كذلك تأكيد مسؤولية الإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات بالعالم في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الدعوي ومناهج التعليم من خلال تأهيل وتدريب الأئمة والخطباء، وتكثيف البرامج في ذلك، ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال، إلى جانب ضرورة الحفاظ على الأسرة، وتحصين النشء، وتعزيز القيم والمبادئ، بما يكفل حماية المجتمعات من موجات الإلحاد والانحلال من خلال برامج نوعية تستهدف الوقاية والمعالجة الصحيحة.

وأكدوا وجوب التصدي لمحاولات تشويه الإسلام، وبيان حقيقته السمحة ورحمته وعدله وتحريمه الظلم والعدوان، وكذلك بيان انحراف مناهج وأفكار الجماعات المتطرفة، ومدى جنايتها على الإسلام، وأثرها في إذكاء الفتن والفرقة، وكذا نشر الفوضى واختلال الأمن في المجتمعات.

كما تضمن البيان الختامي استنكار المؤتمر الأعمال البغيضة والمتكررة بشأن حرق نسخ من المصحف الشريف، مؤكدا أن مثل هذه الأفعال الشنيعة تحرض على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض مع القيم الإنسانية المشتركة.

مناسبات مباركة

ثمن مشاركون في تصريحات لـ«الوطن» الدور الرائد للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وأعربوا عن اعتزازهم بالمشاركة في مؤتمر «تواصل وتكامل»، وسعادتهم بما حققه من نتائج إيجابية على أرض الواقع. وأكد مفتي اليونان، الشيخ جهاد خليل مطر، أن «مؤتمر مكة أعطانا قوة، لنكون خير سفراء لسماحة ديننا الإسلامي الحنيف». وأضاف: «المؤتمر الدولي لم ينس الأقليات الإسلامية في الدول الغربية، حيث تمت دعوتهم للمشاركة في مثل هذه المناسبات الإسلامية المباركة». كما أوضح مفتي جمهورية بورندي، الشيخ شعبان علي، أن المؤتمر حقق أهدافه بالبعد عن الأيديولوجيات والأفكار الهدامة، منوها بأهمية المؤتمر في هذا الوقت الحساس الذي لا بد أن يظهر فيه المسلم كيانه كمسلم.