كتب إياد الحمود على صفحته بتويتر «آسف جدا أقصد X، سامحنا ياعم ماسك»، مقال قصير لا يزيد عن 180 كلمة، فرد عليه أحد المغردين «عفوا ال مأكسسيين»لخبطتنا يا عم ماسكر «قائلا (اختصر المقاله يا إياد من بيقرأ كل ذا) فرد إياد (ردك تأكيد للدراسة.. أشكرك). كان مقال إياد يلخص تقريرا طويلا عن دراسات لمصطلح جديد يسمى (دماغ تيك توك) لوصف دماغ المدمن على هذه المنصة، وكيف يتحول وقت إفراز ( الدوبامين) في ذلك الدماغ إلى وقت قصير متسارع على نمط قصر وقت مقاطع التيك توك، ما يجعل المدمن غير قادر على التعايش مع ما هو أطول من تلك المدة القصيرة، فلم يعد يشاهد أفلاما أو يقرأ كتبا أو يشعر بالنشوة لمدة أطول من مدد تلك المقاطع، وكيف أن هذا الإدمان هو سبب قيمة المبالغ الفلكية التي يصرفها مستخدمو منصة التيك توك لدعم أصحاب الـ»بثوث«، فكان ذلك المقال أصلا تعليق من إياد على مقطع قصير مستقطع من بودكاست (معيار) لأسامة الراحل نشره الكاتب الصحفي برجس البرجس وكتب تعليقا: (شخص يصرف 4.7 مليون ريال على دعم بثوث التك توك).إلى هنا وانتهت فقرة سوالف برامج التواصل، ما لم ينته بل وابتدأ هو العام الدراسي الجديد، أي أن هناك طلابا سيذهبون لأول مرة إلى المدرسة أو حتى الجامعة، طلاب غابوا للتو عن منصة التيك توك، وحضر إليكم يا معلمي المدارس ومحاضري الجامعات ب(دماغ تيك توك)، أي أنه حتى القرآن الكريم قد لا يتحمل ذلك الطالب المدمن قراءته لمدة 5 دقائق متواصلة ما لم يشرد ذهنه بحثا عن تغيرات متسارعة أمام عينيه، فكيف سيكون تركيزه على ما هو أقل أهمية من كتاب الله.

ما أريد قوله إن»الشق أكبر من الرقعة» يا وزارة التعليم، فليس الخوف من هذا الإدمان على الطالب فقط، بل إن المعلم أو المحاضر قد يكون نفسه من يعاني من (دماغ تيك توك)، فلم يعد يتحمل أن يشرح لتلميذ لدقائق معدودة حتى يتمنى عقله أنه على شاشة يحركها للأعلى فيختفي ذلك التلميذ ويحضر غيره، لسرعة إفراغ الدوبامين في دماغه، وعليه فلن يكون الطالب قارئا ولو كان ما يقرؤه أقل من 180 كلمة كما قال المغرد، ولن يكون المعلم مركزا أكثر من دقيقة واحدة على ما أصبح لأجله معلما، وحتى لا يضيع الطالب خصوصا لو كان طفلا ما بين إهمال الأسرة وتشتت المعلم فإن على وزارة التعليم أن تعي أن الفاقد التعليمي لم يعد كما كان بسبب جائحة كورونا أو حمى الضنك بل بسبب أن المدارس والجامعات سابقا ليست كـ (مدارس وجامعات ما بعد التيك توك).