يمثل التطرف الفكري والأيديولوجية السامة خطرًا وتحديًا كبيرًا على المجتمعات والشعوب، مما يؤجج بدوره العديد من المشاكل والتحديات الاجتماعية والسياسية، ويعزز من مظاهر العنف والتمييز والتفرقة.

وكما نعلم أن التطرف يمثل الموقف الذي يتعدى حدود الرأي المعتاد والمتعارف عليه في المجتمع، ويميل إلى التشدد والتطرف الديني والسياسي والثقافي وغيره، وقد يتجاوز ذلك التطرف الفكري حدود الحرية الشخصية، عندما يتطلب تعميم الأفكار على الآخرين بالقوة أو التهديد أو العنف، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انقسامات وتوترات اجتماعية، وزعزعة الاستقرار وحدوث صراعات.

ولا شك أن الأيديولوجية السامة هي أحد المفاهيم والأفكار المدمرة للمجتمعات، التي يمكن أن تتبنى أشكالا مختلفة، مثل التطرف الديني أو السياسي أو التعصب العرقي، وبالتالي يمكن أن يؤدي التطرف والأيديولوجية السامة إلى العديد من المشاكل في المجتمع، مما يعزز من فكرة التمييز والعنف والاضطهاد والصراعات، وبذلك يجب العمل على مواجهة هذه الظواهر، وتحديد أسبابها، ومحاولة التغلب عليها من خلال التعليم والتوعية والحوار البناء، وتعزيز القيم الإنسانية الأصيلة في المجتمع والأسرة، والتركيز على التشجيع على التعايش والتعاون بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، وتفعيل دور الحوارات البناءة، وتوطيد العلاقات بين الأفراد والمجتمعات المختلفة، وترسيخ مفهوم التسامح والاحترام المتبادل.

والمملكة كانت ولا تزال تحارب التطرف، وتبذل جهودًا عظيمة لدعم وتعزيز دور التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، وتسعى إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال ومواجهة التطرف والإقصاء، ونشر مفاهيم السلام ودين الإسلام السمح.

ولعلي هنا أستذكر مقولة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث قال «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه».

لذا يجب أن ندرك ونعلم أن التطرف والأيديولوجية السامة لا يمثلان أي دين أو مجتمع معين، وإنما هما ظواهر سلبية تحتاج إلى العمل والتعاون من جميع أفراد المجتمعات الدولية لمكافحتها والحد من تأثيرها على المجتمع.

واليوم تمثل مكافحة التطرف تحديًا هامًا على المستويات العالمية والمحلية، والتي تتطلب جهودًا متعددة المستويات، بما في ذلك التربية والتثقيف، وتعزيز الحوار والتفاهم العابر للثقافات، كما يجب أن تتضمن الجهود الوقاية من التطرف الفكري، وتعزيز القيم مثل التسامح والاحترام والتعايش المشترك، وتعزيز الوعي والقبول بالتنوع والتفاوت الفكري.