العنوان ليس غريبًا وليس لغزًا بل سهلًا سهولة الأرقام التي توضحه!

حسب المصادر وجد في المملكة 1.9 مليون هكتار مربع من الأراضي البيضاء، وللعلم الأراضي البيضاء كل أرض فضاء مخصصة للاستخدام السكني، أو السكني التجاري؛ داخل حدود النطاق العمراني.

وللتوضيح الهكتار الواحد يساوي تقريبا 10 آلاف متر مربع!

يعني أن مساحة الأراضي البيضاء لدينا كانت 19 مليار متر مربع!

وتحتل منطقة الرياض المركز الأول في الأراضي البيضاء بمعدل 26 % من كامل مساحة الأراضي البيضاء في الوطن ككل!

لنضرب مثالا ونتكلم عن منطقة الرياض عموما، وبما أنها تشكل النسبة الأكبر عن بقية المملكة.

الآن دعونا نحسب بتبسيط سهل جدًا أو كما يقال في العامية (حسبة بدو)

إذا كانت الأراضي البيضاء 19 مليار متر مربع ومنطقة الرياض 26 % ولنأخذ متوسط أسعار مدينة الرياض كمثال، حسب المصادر فإن متوسط أسعار 76 حيًا في مدينة الرياض حوالي 2670 للمتر المربع الواحد!

ومن باب مزيد من الواقعية لن نضع سعر متوسط المتر في مدينة الرياض لأننا نتكلم عن منطقة الرياض وليس المدينة!

لنضع سعر المتر أقل بكثير وللتبسيط 1500 ريال للمتر

يعني أن قيمة الأراضي البيضاء في منطقة الرياض الافتراضية حوالي

19 مليارا * 26 % * 1500 ريال يساوي = 7 ترليونات و 380 مليار ريال!

مبلغ كبير جدًا مجمد في الأراضي البيضاء، ولنكن أكثر تحفظًا ولنقلل الرقم أكثر، ولنفرض أن متوسط سعر المتر ليس 1500 بل ألف ريال فقط!

أيضا المبلغ الافتراضي لقيمة الأراضي البيضاء في الرياض سيبلغ حوالي 5 ترليونات ريال! (4.949 مليارات ريال)

مبلغ جدا هائل تصور لو تم ضخ بعضه في الصناعة أو التجارة أو حتى التطوير العقاري كيف سيتحرك الاقتصاد، ونحن نتكلم عن منطقة الرياض فقط، فما بالك ببقية المناطق مجتمعة!

ما لفت نظري في هذا الأسبوع وجعلنا نتطرق لهذا الموضوع، هو معرض سيتي سكايب، كالعادة وجدنا الشركات الحكومية سباقة في مشاريع التطوير السكني وتأمين السكن المناسب للمواطنين، مشروعات جميلة وكبرى، لكن اللافت جدا تصريح وزير الإسكان الذي أعتبره من أفضل التصريحات عندما وضع نطاق الوحدة السكنية للمواطن بين 500 ألف و 1.2 مليون، وهذا الشيء المنطقي والمعقول، وأيضا يتناسب مع دخل الفرد السعودي بناء على المعادلات العالمية.

كالعادة الحكومة تأخذ القيادة والصدارة في إسكان المواطن، بينما القطاع الخاص محاولاته خجولة، وأغلب تركيزها على التجاري والاستثماري، ولم نر تطويرًا لافتًا سكنيًا من بعض مالكي الأراضي.

الحكومة كانت مرنة مع مالكي الأراضي البيضاء، وأتت الرسوم تدريجيًا، لعل وعسى يتشجعون ويبدؤون بالتطوير بدل كنز الأراضي التي لا يستفيد منها أحد غير المالك، وعدم تشغيلها بالاقتصاد وعدم خلق وظائف، لأن المكتنز ما يحتاج إلا هو وصندقة يبيع فيها الأراضي ووكيل (معقب) والعامل إللي يسوي شاهي الضحى! وربما (سبحة) من باب البرستيج!

تصور لو هذه الترليونات من الريالات ضخت بالاقتصاد السعودي كم عدد الوظائف التي ستخلق!

الحكومة تنظر للتاجر كمواطن وتراعي حقوقه، لكن بعض التجار لازم يستحي شوي!

وحسب بعض المصادر فإن رسوم الأراضي البيضاء قد تصل إلى 8.4 مليارات ريال في المملكة، وهذا يعني بما أن الرسوم %2.5 فإن قيمة الأراضي حوالي 336 مليارًا فقط، يعني لن تجد أحدًا يراعي مواطنيه وتجاره مثل المملكة، في الخارج الضرائب تسلخ التاجر سلخًا!

بعض مكتنزي الأراضي وصل فيه الكسل حتى تطوير عقاري ما يبغى! فقط يبغى يقفل على الأرض كم سنة (لا تاكل ولا تشرب) ويبيعها بأضعاف سعرها!

أقترح على بعض مكتنزي الأراضي البيضاء، بما أنه يحب جدًا ويعشق رؤية التراب والتمعن في الأراضي الواسعة، الآن المملكة في طور ثورة تعدينية هائلة، ليه ما تحط ولو جزء من هالمليارات المجمدة في شراء حصص تطوير مناجم ومعادن! منها على الأقل يستفيد البلد والمواطن بعض الشيء، ومنها يبقى عشق الأراضي، وأراضٍ كبيرة على مد النظر! وتستمتع برؤية مزيد من الأراضي الفضاء فلا تفقد الشغف!

إن البقاء بمكانك ساكنًا هكذا والتقوقع والتجمد وكنز الأراضي بينما البلد كله يمشي ويتطور بسرعة الضوء شيء غير منطقي وغير معقول!